زيادة حالات "كوفيد-19" بين الأطفال تثير مخاوف إعادة فتح المدارس الأمريكية

ترجمة- رنا عبدالحكيم

دقَّ الارتفاع الهائل في حالات الإصابة بكوفيد-19 بين الأطفال في الولايات المتحدة ناقوس الخطر بين الخبراء مع بدء العام الدراسي الجديد، وفق ما نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية.

ووجدت دراسة صدرت مؤخرًا عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ورابطة مستشفيات الأطفال أنه تمَّ الإبلاغ عما يقرب من 339000 حالة إصابة بفيروس كورونا بين الأطفال في جميع أنحاء البلاد منذ بداية الوباء، مع 97000 حالة تمَّ الإبلاغ عنها في الأسبوعين الأخيرين من شهر يوليو.

وتضيف النتائج المزيد من القلق إلى تقارير حول الولايات التي عادت مبكرًا لفتح المدارس. ففي اليوم التالي لاستئناف الفصول الدراسية بإحدى المناطق التعليمية في ولاية جورجيا، ثبتت إصابة طالب في الصف الثاني الابتدائي بفيروس كورونا، وطُلب من معلمه وزملائه العودة إلى المنزل للبقاء في العزل الصحي لمدة أسبوعين. وفي الأسبوع نفسه، أكدت وزارة الصحة في جورجيا وفاة طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، وهو أصغر مصاب يموت من الفيروس في الولاية، ولم يكن يعاني من أي ظروف صحية أساسية.

ويحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعادة فتح المدارس في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة أكثر أيام كوفيد- 19 تسجيلاً للوفيات منذ مايو.

وقالت ليندا روزنستوك أستاذة السياسة الصحية والعميد الفخري في كلية فيلدينج للصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس إنَّ الزيادة في الحالات بين الشباب كانت انعكاسًا للعدد الواسع النطاق الذي تسبب فيه الفيروس في جميع أنحاء البلاد. وأضافت "التفسير العادل لهذه البيانات هو أنه مع ارتفاع الحالات، يصاب المزيد من الأطفال. وبنفس الطريقة، ساعد الإغلاق على إبطاء الارتفاع، عندما تمَّ تخفيف القيود، رأينا المزيد من الحالات بشكل عام". وتابعت روزنستوك أن حقيقة أن عدد الأطفال الذين تم اختبارهم في وقت مُبكر من الوباء ربما يكون قد غذى "أسطورة" مفادها أنَّ الأطفال ليسوا معرضين لخطر الإصابة. بينما تشير الأبحاث إلى أنَّ الأطفال يميلون إلى ظهور أعراض أكثر اعتدالًا عن البالغين، قالت روزنستوك إن البيانات الجديدة تشهد على حقيقة أن الأطفال لا يزالون قادرين على نقل العدوى إلى البالغين، الذين يمكن أن تكون أعراضهم أكثر حدة.

وتقوض النتائج الافتراضات القائلة إنَّه من غير المرجح أن يُصاب الأطفال بفيروس كورونا وينشرونه إلى البالغين والأطفال الآخرين، وهو ادعاء انتهزه ترامب لإثارة قضية ضرورة إعادة فتح المدارس هذا الخريف.

ويقول الخبراء إن الدراسة الجديدة تؤكد كذلك أنَّ الأطفال يمكن أن يلعبوا دورًا مهمًا في نشر الفيروس، وأنه في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي العدوى إلى مرض شديد أو الوفاة بين الشباب.

وعلى الصعيد الأمريكي، يمثل الأطفال 8.8% من جميع إصابات كوفيد-19، وفقًا لتقرير من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، وحوالي 70% من الحالات الجديدة المُبلغ عنها بين الأطفال في يوليو جاءت من ولايات في الجنوب والغرب؛ حيث انتشر فيروس كورونا بين السكان.

وقالت كاثرين ويليامسون طبيبة الأطفال في مقاطعة أورانج بجنوب كاليفورنيا والمتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إن النتائج تشير أيضًا إلى أنَّ الفيروس يُؤثر على الأطفال باختلاف فئاتهم العمرية. وأضافت أنَّ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يميلون إلى أن يكونوا أقل أعراضًا، ولا يزال تفشي المرض بين الأطفال والمعلمين في مراكز الرعاية ودور الحضانة منخفضًا. وقالت إنَّ الخطر يرتفع بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، ويبدو أنَّ الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عامًا تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض البالغين.

تعليق عبر الفيس بوك