توجيه التعليم التقني في رؤية "عُمان 2040"

 

محمد بن عيسى البلوشي

 

قبل أشهر من الآن اتصلت بأحد الأصدقاء وطلبت منه نسخة محدثة من الرؤية المستقبلية "عمان 2040" بعد وفاه المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه الطاهر- لأطلع على ما بين سطورها من رؤى إقتصادية واجتماعية وثقافية وإنسانية لمستقبل الإنسان العماني ومن يعيش على أرض عمان الطيبة.

ومع المراسيم السلطانية السابقة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- والمرسوم السلطاني السامي الصادر اليوم الأربعاء بانشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، يجعلنا نتلمس بوصلة التعليم التقني وهو يتجه بنا نحو توحيد جهاز المتابعة للكليات المدمجة والتي كانت تتبع وزارة التعليم العالي ووزارة القوى العاملة في وقت سابق، وذلك لرسم خارطة طريق المخرجات بما يتناسب مع رؤية عمان ٢٠٤٠ والتي تهتم في بناء كوادر مؤهلة من الموارد  البشرية الوطنية بما يتناسب مع سوق العمل الجديد. 

إن بلادنا وهي تستشرف مستقبلها  برؤية واضحة في زيادة الاستثمار في قطاع تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية، وتعزيز مخرجاتها الفنية والمهنية المتخصصة بما يتناسب وتطورات سوق العمل العماني والعالمي، لتمضي نحو رؤيتها في إيجاد جيل متمكن من أدواته ومهاراته ومتطور مع إحتياجات ومتطلبات السوق المحلي والعالمي.

إن بلادي وهي تمضي نحو إيجاد حكومة رشيقة تستطيع أن تتكيف مع كل الظروف والمتغيرات وتعمل مع كل التطورات التي يشهدها قطاع العمل والأعمال، فليس من المهم أن نمتلك عددا كبيرا من الكوادر العاملة بقدر  ما هو مهم بأن نمتلك كوادر قادرة  على إنجاز عدد كبير من الأعمال.

إننا اليوم أمام مرحلة متجددة من التعليم التقني والعلوم التطبيقية، كانت موزعة على وزارتين مستقلتين، واليوم هي تحت إدارة جامعة واحدة وبمنهج وطني واحد حالها حال جامعة السلطان قابوس والتي خرجت أجيالا من الكوادر المتخصصة ومنهم الوزراء والوكلاء وكبار المستشارين وغيرها من الوظائف القيادية والمتخصصة التي تعمل في مختلف القطاعات.