طرق أحدث للعودة للحياة

رغم التباعد الاجتماعي والإغلاق.. هل تذهب جهود السيطرة على كورونا هباءً؟

الرؤية - خاص

طرح تقرير حديث لوكالة بلومبرج مفاجأة من العيار الثقيل بتساؤله عن جدوى اللهاث وراء الكشف عن وجود فيروس كورونا في أجساد البشر عبر الفحوصات المخبرية، ويخص التقرير البلدان التي تأخرت في اكتشاف وجود الفيروس واحتوائه، والتي تعاني حاليا مما يطلق عليه "الموجة الثانية من العدوى".

ويقول التقرير إن العديد من البلدان التي تكافح الآن عودة انتشار فيروس كورونا المستجد تعاني بسبب تأخرها كثيرًا في اكتشاف هذه العودة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الفيروس قد انتقل بالفعل على نطاق واسع وبهدوء بين السكان قبل أن تظهر الأعراض على الأشخاص أو حتى بدون ظهور أعراض من الأساس -وهي نوعية خفية تتحدى جهود الاحتواء. وعلى أرض الواقع، وعلى الرغم من إعادة فرض تدابير التباعد الاجتماعي وفرض الإغلاق، فإن الفيروس لا يزال ينتشر دون قيود في أماكن مثل ملبورن، وأصبح الأمر أكثر إلحاحًا لإيجاد طريقة للسيطرة على عودة الفيروس في مرحلة مبكرة، وهي مهمة يعمل عليها العلماء في جميع أنحاء العالم الآن.

وتتمثل إحدى الطرق للسيطرة على كورونا في مراقبة مياه الصرف الصحي، الذي بات مصدرا لنشر الفيروس حسب شكوك المعامل، فعندما انتشر فيروس السارس CoV-2، وجد أن بعض المصابين لم تظهر عليهم أعراض لكنهم كانوا لا ينشرون الفيروس من خلال رذاذ الجهاز التنفسي فحسب، بل أيضا عبر المخلفات في الصرف الصحي، وهو ما حدا بمختبر في باريس بتحليل مياه الصرف الصحي للكشف عن وجود فيروس كورونا.

وفي هولندا وجد العلماء خلال مارس الماضي أن اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي تبعه زيادة في الحالات المصابة، ومنذ ذلك الحين، دعمت ذلك الافتراض بوجود المرض في مياه الصرف الصحي دراسات مماثلة أجريت في الولايات المتحدة وأوروبا، كما بدأت دول مثل سنغافورة في فحص وجود الفيروس في مياه الصرف الصحي، والأمل هو أن طرق المراقبة الاستباقية هذه يمكن أن تساعد الحكومات على الإبقاء على مساحات أمان من انتشار العدوى مع السماح للسكان بالعيش حياة أقرب للطبيعية.

وذهب التقرير إلى طرح بعض طرق الكشف البديلة عن الفيروس والتي لا تتطلب الفحوصات المعملية ومن بينها إمكانية تسخير حاسة الشم الحساسة للغاية التي تمتلكها الكلاب؛ حيث تقوم فرق متعددة في جميع أنحاء أوروبا وأستراليا الآن بتدريب كلاب الصيد للكشف عن التغيرات الأيضية لدى الأشخاص المصابين بالفيروس، كذلك بدأ أيضًا استخدام "طائرات بدون طيار للمسح الوبائي" والتي يتم تجهيزها بأجهزة استشعار وأنظمة رؤية لاكتشاف الأشخاص الذين يعانون من علامات أو أعراض تنبئ عن التهابات الجهاز التنفسي بين الحشود أو الأماكن المزدحمة.

ويرى التقرير أن معظم هذه الأساليب البديلة تهدف إلى البحث عن بقايا الفيروس في الأماكن التي لا يكون واضحًا فيها، مما يزيد من أهميتها حيثما ينتشر المرض، لكن كما هو الحال في أجزاء من الولايات المتحدة، وكذلك في بعض البلاد النامية، قد لا تكون هذه الأساليب مجدية، خاصة مع احتمالات أن تواجه بمقاومة من السكان الذين يقدرون الخصوصية والحرية الفردية، خاصة في حالة عدم وجود حالات مكتشفة، ومع ذلك، فإن اللجوء للإغلاق وما يعنيه من التوقف عن العمل، وفي ظل عدم وجود لقاح حتى الآن وربما لشهور طويلة قادمة، بدأت الحكومات تنفد من الخيارات بسرعة وقد توفر هذه الطرق البديلة شريان الحياة للعودة مرة أخرى إلى حياة شبه طبيعية، مع تقليل الفحوصات الدورية المكلفة لملايين من مواطنيها.

تعليق عبر الفيس بوك