ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تهديد الرئيس دونالد ترامب بحظر تطبيق "تيك توك" المملوك للصين، في الولايات المتحدة، أحدث خطوة في موقفه العدائي المتزايد تجاه بكين، والذي يعكس موقفًا أوسع مناهضًا للصين داخل الحزب الجمهوري قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.

وفي كل إشارة إلى كوفيد-19، يدعي ترامب أنه "فيروس صيني"، منتقدًا إياها على عدم قدرتها على احتوائه أثناء انتشاره خارج الحدود، ما أدى إلى أكثر من 17.6 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم. وعندما كشف ترامب عن حظر محتمل لتيك توك خلال مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، أشار ترامب إلى أن ذلك سيكون انتقامًا لدور الصين في الوباء.

وحتى هذا العام، عندما تسبب الوباء في أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في الولايات المتحدة، اتخذ ترامب نبرة أكثر دفئًا تجاه بكين، متحدثا مرارًا وتكرارًا عن علاقته بالرئيس الصيني شي جين بينغ ورفض مواجهته بقوة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

وجاء قرار حظر تيك توك- الذي لم يتم الإعلان عنه حتى يوم السبت- كتصعيد آخر من قبل ترامب ضد الصين مع استمرار الولايات المتحدة في الانكماش بسبب الوباء والغضب المتزايد مع تعامل ترامب مع أزمة الصحة العامة، مما يهدد فرص إعادة انتخابه.

وقالت الصحيفة إن تطبيق تيك توك تم تنزيله أكثر من 2 مليار مرة ويزداد شعبية بين الشباب، خاصة في ظل الوباء؛ حيث يقوم المستخدمون بتداول مقاطع الفيديو والكثير منها يسخر من الرئيس نفسه.

وقال كليف سيمز مساعد ترامب السابق بالبيت الأبيض "لطالما كانت الصين أكبر عدو جيوسياسي للولايات المتحدة ومحط اهتمام السخرية في ولايات ’نطاق الصدى‘ (وهي ولايات في الشمال الشرقي عانت من تدهور اقتصادي) التي دمرها تفريغ قاعدتنا الصناعية. واستفاد ترامب من هذا في عام 2016".

وفي وقت سابق، كان الرئيس يفكر في أمر من شأنه أن يجبر الشركة الصينية "بايت دانس" على بيع  جزء من تيك توك للولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، ولكن ترامب أكد في وقت لاحق للصحفيين المسافرين معه أنه لا يدعم تلك الصفقة.

ونشر المدير العام لشركة تيك توك في الولايات المتحدة مقطع فيديو على التطبيق يشكر المستخدمين الأمريكيين. وقال "نحن لا نخطط للذهاب إلى أي مكان" وتعهد بتقديم 10 آلاف وظيفة إضافية للأمريكيين في السنوات القليلة المقبلة.

كان تيك توك أيضًا منفذًا لمقاطع الفيديو التي أنشأتها الفنانة الكوميدية سارة كوبر، والتي استخدمت المنصة- إضافة إلى تويتر- لنشر مقاطع قصيرة تسخر من الرئيس الذي انتشر على نطاق واسع.

وكتب مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى كبار مسؤولي الإدارة يتساءلون عما إذا كان من الممكن استخدام تيك توك من قبل الحكومة الصينية للتدخل في انتخابات 2020.