معاً لتجاوز الأزمة...

 

سعاد بنت سرور البلوشية

تغييرات كثيرة أحدثها انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 بحياة الأفراد في مختلف أنحاء العالم، ونحن في السلطنة تأثرت كافة الجوانب الفردية أو المؤسسية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها، حتى أصبح التعاطي مع الأزمة من المسلمات التي ينبغي التعايش معها، الأمر الذي يستدعي تعميق الفهم والإدراك الذاتي لخطورة هذا الوباء، والعمل يداً بيد في التخفيف من حدة تبعاته وتقليل انتشاره في المجتمع.

وهذا ما يدفع باللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار هذا الفيروس، لإطلاق توجيهاتها بين الحين والآخر، إيماناً بالدور المناط بها وبرسالتها في ضرورة التفاعل والاستجابة لمسارات هذا الوباء وكيفية مواجهته، وطلباً منها للأخذ بالأسباب وإتقاء شر التعرض للمرض وتفاديه أو الإصابه به بقصد أو دون قصد على أقل تقدير.

وما الاستثمار الأمثل لقرار اللجنة الأخير في تطبيق حظر التجوال الكامل خلال الفترة المسائية ولمدة أسبوعين متواليين، إلا فرصة جيدة لعزل النفس والتقيد بالتباعد الاجتماعي غير الضروري في البيئات المفتوحة، وتجنب الاختلاط قدر الإمكان إلا للضرورة القصوى وبما يخدم المصلحة الشخصية ثم العامة.

إن تعاظم الحس بالمسؤولية الذاتية أو الاجتماعية المُلقاه على عاتق كل فرد منا على هذه الأرض الطيبة، يكمن في مضاعفة جهود توخي الحيطة والحذر، وفي أن نكون على درجة عالية من الوعي لاسيما وأن الجميع على درجة من الثقافة والعلم لممارسة أدنى واجبات الحماية الشخصية والمشاركة الوطنية، في اتخاذ الخطوات الإجرائية اللازمة للتصدي لهذا الفيروس.

وذلك يعني توقع انخفاض معدل الإصابات بالفيروس كنتيجة فعلية لزيادة ساعات حظر التجوال والاختلاط في المجتمع، الأمر الذي يتطلب منا استجابة عالية وسريعة لهذه التعليمات بهدف درء الخطر والوقاية، وتوفير الدعم الذي تحتاجه الدولة في إعادة التوازن وعودة الحياة لطبيعتها المعتادة، وبالتالي التخلص من الضغط النفسي الذي يعاني منه عدد كبير من الناس هذه الفترة.

إن انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 وما يحمله من تعقيد في التنبؤ بمداه ومدته، والخطورة الفعلية المفاجئة الكمية والنوعية لآثاره، يتطلب منا جميعاً التكاتف وتوحيد كل الجهود والإمكانات لاتباع القرارات السريعة الرامية لاحتواء الجائحة، والتي قد تبدو للبعض خارجة عن المألوف والروتين، فالوقت ليس مناسبا للتشكيك والتصحيح بمصداقية هذا الفيروس، وإنما نحن في اختبار لحشد الهمم والطاقات لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر البشرية والمادية الممكنة.  

 

تعليق عبر الفيس بوك