الرؤية - الوكالات

نجحت نيوزيلندا في القيام بما لم تستطع دول كثيرة تنفيذه، حيث تمكنت من احتواء تفشي فيروس كورونا في وقت قياسي.

وكان عزل القادمين إلى نيوزيلندا لمدة 14 يوما، أول وأقسى إجراءات العزل الذاتي في العالم، والتي قادت، بعد أسبوع من ذلك، إلى إعلان إغلاق كامل في البلاد. وبعد الإغلاق الكامل للبلاد شهدت نيوزيلندا انخفاضاً مستقراً في عدد حالات الإصابة الجديدة.

وقال مراقبون إن السبب الرئيس لنجاح نيوزيلندا في السيطرة على جائحة كورونا، يتمثل في شفافية الرسالة التي أعلنتها الحكومة، فكانت رسالة الحكومة تدعو البلد للاتحاد، وتحث الناس على التعاون والتوحد لمكافحة الوباء.

ووصف المراقبون رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن بـ"القائدة العطوفة" التي برعت في التواصل والناس يثقون بها كثيراً وكانت تنهي معظم رسائلها التي توجهها بجملة "كن قويا.. كن عطوفا"، وكانت تقول لشعبها إنها تريد "الاطمئنان على أن الجميع على ما يرام" بينما كانوا يستعدون للبقاء في منازلهم.

وحرصت أرديرن على الظهور بانتظام على موقع فيسبوك مرتدية ملابس عادية، وكانت دائمة الابتسام وتشارك جمهورها مقتطفات من حياتها الشخصية، لكنها لم تقلل من أهمية الموقف أثناء إجاباتها على أسئلة الناس.

ومع بداية شهر يونيو الماضي أعلنت نيوزيلندا خلوها من الوباء، وتحولت البلاد إلى المستوى الأول، وهو أدنى مستويات الاستنفار لمواجهة الفيروس.

وقررت الحكومة استمرار خضوع النيوزيلنديين العائدين إلى البلاد من الخارج على عزل أنفسهم لمدة 14 يوما.

وقال مسؤلون بمنظمة الصحة العالمية إن رئيسة وزارء نيوزيلندا كانت "كلمة السر" في مواجهة فيروس كورونا، فقد كانت تخرج كل يوم في مؤتمر صحفى، وكانت تقول نحن فريق من 5 ملايين، وليس من الحكومة فقط، إضافة إلى التزام المواطنين والناس التزمت بشكل كبير جدا، والجميع كان يعمل بنظام معين حتى المراكز التجارية كانت ترسل رسالة للمواطنين بموعد الذهاب إلى المحال، والتزام الشعب استمر إلى 50 يوما، فظلت نيوزيلندا مغلقة لمدة 50 يوما.

وأضاف مسؤولو "الصحة العالمية"، أن تتبع المخالطين كان له أثر كبير جدا في حصر الفيروس وكل المصابين كانوا يعالجوا في المنازل وكل من دخل المستشفى عدد قليل جدا، وكانت الحكومة بمثابة القائد في الحرب والشعب كالجنود، وكل يوم كانت الإجراءات تتغير، وكلما رأى المواطنون نتيجة الالتزام والنجاح زاد الالتزام.