مصراتة (ليبيا)- رويترز
حركت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا مقاتلين اليوم السبت باتجاه مدينة سرت التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية بالبلاد التي تقول الحكومة إنها تخطط لانتزاعها من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي).
وقال شهود وقادة عسكريون بقوات حكومة الوفاق الوطني إن رتلا من نحو 200 مركبة تحرك شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت.
يأتي ذلك بعد يومين فقط من لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لشيوخ القبائل اللييبة، حيث أعلنوا تفويضهم للجيش المصري للتدخل في ليبيا. وكان السيسي قد صرح في يونيو الماضي بأن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة "خط أحمر" لبلاده "وأمنها القومي".
وقال الرئيس المصري إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد مباشر للأمن القومي المصري والليبي، وذلك بعد أن طالب البرلمان الليبي المتحالف مع القائد العسكري خليفة حفتر القاهرة هذا الأسبوع بالتدخل العسكري في الحرب الأهلية. وأبلغ شيوخ قبائل ليبية السيسي خلال اجتماع في القاهرة أنهم يفوضونه والقوات المسلحة المصرية للتدخل في بلادهم لمواجهة ما وصفوه بالغزو التركي والإرهاب. ويعكس الاجتماع، الذي أذاعه التلفزيون المصري، المخاطر الإقليمية المتزايدة في ليبيا، المقسمة منذ 2014 بين مناطق تسيطر عليها حكومة معترف بها دوليا في طرابلس، وتدعمها تركيا، وبين إدارة منافسة في الشرق، تدعمها الإمارات وروسيا ومصر.
ودعا البرلمان المتمركز في الشرق، والمتحالف مع حفتر، مصر هذا الأسبوع إلى تقديم المساعدة في مواجهة الدعم التركي للحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.
وساعدت تركيا الإدارة التي مقرها طرابلس في الغرب على إرغام قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة حفتر على التراجع عن هجومه على العاصمة.
وقد يؤدي أي تصعيد كبير إلى إشعال فتيل صراع مباشر في ليبيا بين القوى الأجنبية التي دفعت بالفعل بالأسلحة والمقاتلين إلى ليبيا في انتهاك لحظر السلاح.
وخلال الاجتماع مع شيوخ القبائل الداعمين لحفتر، قال السيسي "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها من قبل هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا". إلا أن السيسي أضاف "ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي الاستراتيجي على حدودنا الغربية خاصة في ظل تزايد عمليات الحشد العسكري الراهن في محيط مدينة سرت".
وقال الرئيس المصري إنه سيسعى للحصول على الموافقة على أي تحرك عسكري من البرلمان الذي يهيمن عليه مؤيدوه. وأضاف أن مصر "لديها القدرة على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم حال رغبتها في ذلك".
ويتمتع حفتر بدعم قبائل معظمها في الشرق ولكنه يحظى أيضا بمساندة معاقل سابقة للجيش الوطني الليبي مثل ترهونة في الغرب.
ومع ذلك لا يحظى الضابط السابق في عهد معمر القذافي بشعبية تذكر في معظم غرب ليبيا بعد هجومه الذي استمر 14 شهرا على طرابلس وتسبب في تشريد نحو 200 ألف شخص.