فك لغز "المياه الميتة" بعد 127 عاما من "المغناطيسية الغامضة"

 

 

باريس - العمانية

تمكَّن علماء فرنسيون، لأول مرة، من تفسير الظاهرة الغامضة المتمثلة في "المياه الميتة"، القادرة على إبطاء أو حتى إيقاف السفن الجارية على الرغم من أن محركاتها تعمل بشكل صحيح.

وحيرت الظاهرة البحارة لسنوات عديدة؛ حيث لوحظت أول مرة في العام 1893 من قبل المستكشف النرويجي فريدتوف نانسن، أثناء الإبحار عبر المياه القطبية الشمالية في شمال سيبيريا؛ فقد تباطأت سفينته بسبب قوة غامضة، حتى إنه بالكاد يستطيع المناورة، وأصبحت السفينة تسير بسرعة أقل بكثير من الوصول للسرعة العادية.

وفي العام 1904، وقع توصيف الظاهرة تجريبيًّا دون فهم جميع أسرارها وتفاصيلها بشكل دقيق، وأطلق عليها اسم "المياه الميتة". وأظهر الفيزيائي وعالم المحيطات السويدي فاغن فالفريد إيكمان في المختبر تكوين موجات تحت سطح هذه المنطقة من المحيط المتجمد الشمالي، بين طبقات المياه المالحة والمياه العذبة، والتي تتفاعل مع السفينة، وتولد مقاومة. وقام فريق متعدد التخصصات، الآن، من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS) وجامعة بواتييه بشرح هذه الظاهرة لأول مرة، في ورقة بحثية نشرت في 6 يوليو، موضحين أن التغيرات في السرعة في السفن المحاصرة في "الماء الميت" ترجع إلى الموجات التي تعمل مثل حزام ناقل متموج تتحرك فيه القوارب ذهابا وإيابا. ولوحظت هذه الظاهرة في جميع البحار والمحيطات؛ حيث تختلط المياه ذات الكثافات المختلفة (بسبب ملوحتها أو درجة حرارتها). وتشير ملاحظات العلماء إلى وجود نوعين من السحب؛ هما: "سحب نانسن الموجي" وهو النوع الذي يسبب سرعة ثابتة منخفضة بشكل غير طبيعي (نسبة إلى الحالة التي سجلها نانسن)، وسحب إيكمان، الذي يتميز بتذبذبات السرعة في القارب المحاصر (نسبة إلى إيكمان)، لكنها جميعها لم تفسر السبب الحقيقي وراء شل حركة السفن.

وخلص مؤلفو الدراسة إلى أنَّ اختلافات السرعة في القوارب التي يتم صيدها في "المياه الميتة" ترجع إلى توليد موجات محددة تعمل بمثابة حزام ناقل متموج تتحرك عليه السفينة ذهابا وإيابا. وقام العلماء أيضا بتوحيد ملاحظات نانسن و إيكمان، والتي أظهرت أن نظام إيكمان ذو التأثير المتذبذب هو مؤقت فقط؛ حيث تنتهي السفينة بالهروب وتصل إلى سرعة نانسن الثابتة.

تعليق عبر الفيس بوك