ترجمة - رنا عبدالحكيم
مع بَدْء الحملات الرئاسيَّة في الولايات المتحدة استعدادًا للانتخابات المقرَّرة في نوفمبر 2020، تولَّدت حالة من عدم الثقة واسعة النطاق فيما يتعلَّق بنزاهة ودقة هذه الانتخابات.
الكاتبُ ريتشارد هاسن طرح كتابا جديدًا بعنوان "انهيار الانتخابات.. الألاعيب القذرة وانعدام الثقة والتهديد للديمقراطية الأمريكية"؛ حيث يسرد قصصا بالأدلة تبرز 4 عوامل تزيد من عدم ثقة الناخبين. ويتناول الكتاب تصاعُد قمع الناخبين كأداة من الحزب الجمهوري بهدف خفض نسبة إقبال الناخبين من الحزب الديمقراطي؛ الأمر الذي أثار الشكوك حول معايير النزاهة. أضف إلى ذلك حالة انعدام الكفاءة في إدارة الانتخابات، خاصة في المدن الكبيرة التي يسيطر عليها الديمقراطيون؛ مما يفتح الباب على مصراعيه أمام مزاعم غياب العدالة الانتخابية. ويلقى الكتاب ضوءا كثيفا على الحيل القذرة القديمة منها والجديدة، بما في ذلك حملات التضليل الأجنبية والمحلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تهدد النزاهة الانتخابية. ويرى المؤلف أنَّ الخطب النارية التي يتفوَّه به السياسيون حول "سرقة" الانتخابات أو تزويرها تزيد من عدم الثقة في أوساط الناخبين.
ويرى الكثيرُ من الأشخاص أن دونالد ترامب لن يوافق على مغادرة منصبه؛ الأمر الذي يستدعي إلزام الجيش بعزله. ويعتقدُ الكاتب أنَّ هذه مجرد واحدة من الطرق التي يُمكن أن تواجه بها الولايات المتحدة تلك المشكلة. ويضرب أمثلة على عدم اليقين بشأن الانتخابات، فيوضِّح أن ثمة سيناريو يظهر أن ترامب قد يفوز بفارق ضئيل في ولاية مثل فلوريدا، أو سيناريو آخر، يشير إلى نوع من الصدمة الخارجية للنظام الأمريكي، مثل هجوم إرهابي أو هجوم سيبراني يعطل عملية التصويت، ويمكن أن يؤثر على نتيجة الانتخابات في النهاية.
ويقول الكاتب إنَّ الحكومة الأمريكية لا تملكُ من الإجراءات الجيدة ما يُعِينها على معرفة ما يتعيَّن القيام به في حالة وقوع مثل هذه الحوادث، وقد يؤدي ذلك إلى شعور أحد الطرفين بأنَّ الانتخابات لم تُجرَ في بيئة عادلة. وثمة الكثير من الطرق التي يُمكن أن تسير وفقها مجريات الأحداث لتصل في آخر المطاف إلى طريق مجهول. ويصرُّ الكاتب على أن خطر التدخل الخارجي -مثل التدخل الروسي في انتخابات 2016- يمكن أن يتكرر.
ومع الأخذ في الاعتبار كيف تجلَّت كل من هذه التهديدات في السنوات الأخيرة -وعلى الأخص في انتخابات 2016 و2018- يقترح هاسن خطوات ملموسة يجب اتخاذها لاستعادة الثقة في الانتخابات الأمريكية قبل تقويض العملية الديمقراطية تمامًا.
بشكل عام.. يدعو هاسن إلى "إدارة انتخابات غير حزبية ومهنية"، وتعزيز التربية المدنية حول "الديمقراطية التعددية" الحيوية في البلاد.