ترجمة - رنا عبدالحكيم
قالتْ صحيفة ذا جارديان البريطانية إنَّ الفئة العمريَّة للإصابات الجديدة بفيروس كورونا تشمل من هم أصغر سنًّا، في أعقاب ظهور المرض مجددا في دول مثل الولايات المتحدة والبرتغال، على خلفية بزيادة التواصل الاجتماعي بين الشباب دون سن الأربعين بعد تخفيف القيود.
وكان هذا الاتجاه أكثر وضوحًا في الولايات المتحدة، ولاحظه خبراء منظمة الصحة العالمية، الذين رصدوا كذلك إصابات بين الشباب في العالم النامي. وأظهرت البيانات الواردة من الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة -لا سيما من فلوريدا وتكساس وأريزونا- زيادة حادة في الإصابات بين الفئة العمرية تحت سن 40 عامًا، مقارنةً بالمراحل الأولى من الوباء، وهو ما يصفه الخبراء بـ"سلوك الموجة الثانية"؛ حيث إنَّ الفئات العمرية الأصغر سنًا -الذين يرون أنهم أقل عرضة للإصابة بحالة مرضية شديدة- يبدو أنهم قلَّلوا من إجراءاتهم الاحترازية.
وأدت التغيُّرات الظاهرة في الفئة العمرية للمصابين بالمرض إلى مخاوف من أن تراجع اهتمام الفئات العمرية الأصغر سنًّا بتطبيق التباعد الجسدي قد يكون عاملاً رئيسيًّا في زيادة الإصابات؛ من خلال المشاركة في الحفلات والتنزه على الشواطئ، والتي شوهدت بكثافة مؤخرًا في المملكة المتحدة وفي أماكن أخرى.
وقال بنيامين ويكفيلد باحث مشارك في برنامج الصحة العالمي في جاثام هاوس: "هناك خطر من أن الخطوات الإيجابية قد تشجع على تحولٍ في المواقف العامة تجاه الوباء، مثل التهديد الذي يتم أخذه بجدية أقل، أو الاعتقاد بأنَّ الوباء قد انتهى". وأضاف: "هذا الموقف واضح بالفعل من أولئك الذين يخالفون تدابير التباعد الاجتماعي على الشواطئ والحدائق وفي كل مكان".
وفي حين أن بعض التغيُّر يُمكن تفسيره من خلال فحوصات أكثر شمولًا لرصد أكبر عدد من الحالات، يُشير خبراء إلى أنَّ الفئات العمرية الأكبر سنًّا ظلت الأكثر حذراً بينما لم يقم الشباب بذلك.
وتحدَّث أوليفر مورجان أحد مديري الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية المشاركين في وبائيات تفشي المرض، إلى صحيفة ذا جارديان، وقال إنَّ ثمة أسئلة يجب طرحها حول ما إذا كانت رسائل الصحة العامة المناسبة تصل إلى المجموعات المستهدفة الصحيحة. وأضاف: "جميع حالات تفشي الأمراض لها مكونات اجتماعية مهمة لكيفية السيطرة عليها ووقفها... لذا الشباب بحاجة للمشاركة في مكافحة الفيروس التاجي، ويجب أن يكون نهج الصحة العامة ملائِمًا لهم كمجموعة مهمة شهدت انقطاعات في التعليم والعمل".
وعلى الرغم من أن معظم المخاوف خلال الأيام الأخيرة تركزت في دول العالم المتقدم، إلا أن قلق الخبراء يتزايد بشأن ما قد تنشره إصابات الشباب في الدول الأكثر فقراً حول العالم، على الأقل تلك التي أضعفتها بالفعل أمراض أخرى؛ مثل: الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز".
ووفقًا لأحدث الإحصاءات في الولايات المتحدة، فقد ارتفعتْ الحالات بسرعة بين الشباب في الولايات التي أعيد فيها فتح الحانات والمتاجر والمطاعم.
وكان روبرت ريدفيلد مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من بين أولئك الذين يعتقدون أنَّ الشباب ساعدوا في زيادة الإصابات، بينما يرى أيضًا أنَّ العديد من هذه الإصابات ربما لم يتم تشخيصها في وقت سابق من التفشي. وقال: "أفضل تقدير لدينا الآن هو أنه في كل حالة تم الإبلاغ عنها، كانت هناك بالفعل 10 إصابات أخرى بين الشباب".
وقال علي مقداد أستاذ علوم المقاييس الصحية في جامعة واشنطن في سياتل، لوكالة أسوشيتد برس في وقت سابق من هذا الأسبوع: إن "الفيروس لم يتغير"، مضيفا: "لقد قمنا بتغيير سلوكنا. والشباب هم الأكثر عرضة للخروج وبالتالي يخاطرون بإصابتهم".
ومن الأمثلة على ذلك أنه في ولاية فلوريدا يشكل الشباب في الفئة العمرية من 15 إلى 34 عامًا 31% من الإصابات الجديدة، وهي زيادة بنسبة 6% عن الأسابيع الأولى من شهر يونيو. وفي المقابل، تراجع متوسط أعمار مرضى كوفيد 19 الجدد في فلوريدا، من 55 عامًا في مارس إلى أقل من 35 عامًا في يونيو.