ترجمة- رنا عبدالحكيم
رسمت جامعة واشنطن الأمريكية سيناريوهات قاتمة لتوقعاتها بشأن الوفيات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا في الدول العربية، بينما أشار كبير الخبراء فيها إلى أهمية ارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعي، وهي من الإجراءات التي تسهم في خفض نسبة الوفيات بنحو الثلث.
وفي أولى توقعاته للدول العربية، كشف معهد القياسات الصحية والتقييم (IHME) التابع لجامعة واشنطن الأمريكية، في تقرير تنبؤي، أن من المتوقع وفاة 53366 شخصًا في المتوسط في مصر بمرض كوفيد-19 بحلول الأول من أكتوبر المقبل، بينما تتأرجح التوقعات بين 23158 إلى 113903 وفاة. ويقول تقرير المعهد إن هذا العدد أكبر من ضعف التوقعات في العراق التي تقدر في المتوسط بنحو 21722 حالة وفاة (إجمالا من 12094 إلى 40145)، و19455 حالة وفاة في المملكة العربية السعودية (إجمالا من 7558 إلى 45381).
وقال الدكتور علي مقداد عضو هيئة التدريس وكبير مسؤولي الاستراتيجية بمبادرة صحة السكان بالجامعة إن "الوضع قاتم في مصر". وأضاف في التقرير: "إلى أن تتمكن مصر من خفض معدل انتقال الفيروس، فإن الوفيات ستستمر على مسار أسوأ بكثير من أي دولة عربية أخرى. كلنا بحاجة إلى معرفة أن ارتداء الكمامات يمكن أن يقلل من انتقال الفيروس بنسبة الثلث على الأقل، فهذه الكمامة وممارسة التباعد الاجتماعي من بين التدابير الاحترازية الأساسية، في ظل إعادة فتح الأنشطة في مختلف الدول. وكل هذا يتعلق بإنقاذ الأرواح وحماية الاقتصاد".
وتتنبأ التوقعات الجديدة للمعهد بالوفيات الناجمة عن الفيروس إذا فرضت الدول تدابير التباعد الاجتماعي لمدة 6 أسابيع، في الوقت الذي تصل فيه الوفيات إلى 8 لكل مليون شخص، وذلك بالمقارنة مع سيناريو عدم اتخاذ أي تدابير احترازية. ومن شأن ارتداء الكمامات أن يسهم بصورة رئيسية في الحد من انتقال العدوى.
وأشار الدكتور مقداد إلى أنه من المؤكد أن عدد الوفيات سيستمر في الارتفاع في الدول التي يتم فيها تخفيف قيود ارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعي. وعلى النقيض من ذلك، ذكر مقداد أن خطر انتقال العدوى يمكن تقليله بما يصل إلى الثلث، إذا وضع الأفراد كمامات عند مغادرة منازلهم مباشرة، إما طواعية أو بموجب قانون يفرض ذلك.
وتظهر متوسطات توقعات المعهد، أن تسجل السلطنة 1438 حالة وفاة بحلول الأول من أكتوبر (إجمالي التوقعات من 455 إلى 3431)، وفي أفغانستان: 2755 حالة وفاة (يتراوح إجمالي توقعات أعداد الوفيات من 1440 إلى 5573)، وفي الجزائر: 6027 حالة وفاة (إجمالي التوقعات من 2324 إلى 17297)، والبحرين: 761 حالة وفاة (إجمالي التوقعات من 227 إلى 1906)، وفي مصر: 53366 وفاة (إجمالي التوقعات من 23158 إلى 113903)، وفي إيران: 51826 وفاة (إجمالي التوقعات من 28364 إلى 106758)، وفي العراق: 21722 (إجمالي التوقعات من 12094 إلى 40145)، وفي الأردن: 46 (إجمالي التوقعات من 19 إلى 179)، وفي الكويت: 1738 (إجمالي التوقعات من 784 إلى 4226)، وفي لبنان: 335 (إجمالي التوقعات من 74 إلى 1838)، وفي ليبيا: 271 (إجمالي التوقعات من 16 إلى 2519)، وفي المغرب: 660 (إجمالي التوقعات من 418 إلى 1379)، وفي فلسطين: 9 وفيات (إجمالي التوقعات من 5 إلى 22)، وفي قطر: 596 وفاة (إجمالي التوقعات من 287 إلى 1268)، وفي المملكة العربية السعودية: 19455 (إجمالي التوقعات من 7558 إلى 45381)، وفي السودان: 5157 (إجمالي التوقعات من 1441 إلى 16587)، وفي سوريا: 26 (إجمالي التوقعات من 21 إلى 40)، وفي تونس: 262 (إجمالي التوقعات من 106 إلى 852)، وفي الإمارات العربية المتحدة: 629 (إجمالي التوقعات من 473 إلى 962)، وفي اليمن: 12177 (إجمالي التوقعات من 480 إلى 48286).
وتستند التوقعات إلى أحدث النماذج الخاصة بالمعهد وتتضمن بيانات النظام الصحي، مثل الاستشفاء، وحالات دخول وحدة العناية المركزة، واحتياجات التنفس الصناعي، إضافة إلى العدوى والوفيات وانتشار الأجسام المضادة لدى المصابين. ويتركز هذا النموذج الإحصائي على عوامل أخرى مثل توقعات الاختبار للفرد، وتنقل الأفراد، وتدابير التباعد الاجتماعي، واستخدام الكمامات، ومعدلات الاتصال الاجتماعي، وفي المناسبات.
وأشار الدكتور مقداد إلى أن جودة أنظمة إبلاغ البيانات في بعض الدول العربية تقل عن مثيلتها في الدول الأخرى، وبالتالي، فإن نطاق توقعات الوفيات أكبر من توقعات المعهد للدول الأخرى.