عمان بر الأمان

بدرية بنت حمد السيابية

حين يحين كتابة كلمة واحدة اختصر حروفها بتناغم وكلي فخر، كلمة تنبعث منها الحياة والطمأنينة، الشعور بالأمن والأمان، والاستقرار في ربوعها من سهولها، جبالها، بحرها، برها، صحرائها تعيش والراحة تحتويك وتغمض عِينيكَ وأنتَ بسلام، فتحت عيني على سمائها، وغيومها، وقمرها، وشمسها، على طيبة قلب من سكنها، وأحب المكوث فيها، أعشقها حتى النخاع، أفديها وأضحي من أجلها، يكفي إذا نطقت اسمها، يهز القلب لطاريها.

لو أعبر وأكتب عنها في كل الدواوين، بكل الصحف، وأطبع اسمها في الحَجر ليبقىَ شاهداً على مر الزمن، لن أوفيها حقها، تَرعَرت في كفنها وبين أحضانها، لمتنيِ عن الشتات والضياع، جعلت مني شيئاً مميزاً، أمشي بين الخلق مرفوع الرأس بسمعة ترفع من قدري، لبسي ولهجتي تميزني، عاداتها وتقاليدها أفتخر بها بين النَّاس، لها رونق خاص يميزها يجعلها دائماً في القمة، منظرها يسر ناظريكَ، وهبها الرحمن أرضاً خضراء وكأنها جنّة نزلت منّ السماءِ بثمارها، وجدَاولها، ونسّيمها، ما أجملها.

إنها (عُمان) تقصد بها الشعراء من حروفها، في سمائها ترفرف ثلاثة ألوان لون الطبيعة، ولون السلام، ولون المحبة، عُمان من اسمها يقف العالم مصفقاً، أهلها يشهد لهم الطيب والكرم، لهم مواقف يشهدها العالم أجمع، والتاريخ شاهد ومسجل كل حدث بكل فخر، بناها رجل السلام والحكمة "قابوس بن سعيد" ، رجل انتهج من القرآن والسنة علماً، زرع فينا المحبة والمودة، والكلمة الطيبة، كان همه الوطن والمواطن، جعل السلام سلماً نصعد عليه بكل فخر، جعل منِّا صفاً واحداً، لا تزعزعه كلمة تُثير جدلاً، علمنا كيف نحافظ عليها من شر الداخلين، وبقدرة الله رحلَت روحه للخالق، حزن الصغير والكبير، من شاب ومشّيب، على فراق مؤلم حزن عليه الجميع.

"خير خلف لخير سلف" هاهو سلطاننّا هيثم بن طارق المعظم، مكملاً مسيرة خلف فيها سلطاننّا الراحل قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه وكلنا ثقة كبيرة بأنَّ عُمان ستكون بأحسن حال وستبقى شامخةً ولها مكانتها الخاصة بين العالم أجمع، وفي قلوب مواطنيها ستكون ملجأ، ستكون هي الأم التي تخاف على أبنائها الأوفياء، مفتخرة بإنجازات مُبهرة بنتائجها المثمرة، اللهم احفظ وطني عُمان، واحفظ سلطانها وشعبها من كل مكروه.

تعليق عبر الفيس بوك