بين "خليك في البيت" و"نعود بحذر"

 

أسماء بنت غابش الخروصية

خليك في البيت.. عندما سمعنا أول الأمر عن الجائحة التي غزت العالم انتابنا شيء من خليط المشاعر؛ تارة جزعًا منها، وتارة خفة بها وتارة يؤول بنا التساؤل كيف؟

ولماذا؟ وماذا سنفعل في البيت؟ رغم أن البيت هو المأمن، والسكن والهدوء لنا ويحفظنا من عواصف هذه الجائحة، بذلك يكمن دورنا في حفاظنا على بيتنا الكبير الوطن الغالي.

وسرعان ما أدركنا القيمة المضافة لـ"خليك في البيت" في حياتنا وأنها لم تقل عبثاً أو جزافا بل هي العنوان وخط الدفاع الثاني للحفاظ على حياتنا وصحتنا مما يحوم حولنا. وقد كثرت وتعددت الأقاويل حولها من يراها أنها مجرد انبعاث غاز سام، والبعض يرجح أنها مصدر حيواني (الخفافيش). ما علينا هي حالة وبائية تعيشها الأرض، بتقدير من المولى سبحانه لتغيير الموازين فيها.وحالة من التعافي.

قبل أن تكون هي العنوان العريض لوقف هذه الجائحة في بلادنا هناك جنود خط الدفاع الأول، يقاومونها بتحدٍ ليكون عملهم منظماً وتحت السيطرة. جاءت جملتنا العزيزة –خليك في البيت – لتقوم بدور خط الدفاع الثاني في ردع المحنة والأزمة في بلادنا. طالما نحن لا نرى هذه الضيفة التي تحوم وتهاجمنا. من حقنا أيضًا ألا ترانا هي ونجلس في البيت. وعسى أن يغير الله مسارها وتتلاشى للأبد....فكل محنة نخرج منها بمنحة.

وفي خضم موضوع الجائحة، تبقى هناك زوايا إيجابية لها أو تغيير للأفضل أصبحنا نوجد الحلول من العدم، ومسايرة الأوضاع علمتنا الكثير من الفوائد العظيمة. حيث إنها ساهمت في تشافينا من متلازمة الروتين المعتاد وجاءت محفزة ومساعدة أنفسنا على رفع قدراتنا للأفضل لذلك لنا وقفة تأمل وفتح حوار هادف مع الذات ..تساؤلا ومكاشفة للنفس.أين نحن الآن؟ وإلى أين ذاهبون؟ وكيف بعد عودتنا بعد رحيل الجائحة. يجب علينا إعادة برمجة ذواتنا في توازن ومسايرة للظروف ليتسارع إلينا التشافي عند ضبطنا للساعة البيولوجية بداخلنا تتوازن كل أمورنا.

الأرض اشتكت من دبيبنا عليها ليل نهار، هي كائن كسائر مخلوقات الله السيارة تصاب وتحتاج إلى التعافي فكيف يكون ذلك؟ لا سبيل إلا بجلوسنا في البيت ووقف هذا الدبيب عليها لتستطيع استعادت أنفاسها والتعافي. شجيراتها قطعت، وجبالها هدمت، وبحارها لوثت. أما يحق لها أن تمرض وتتعافى. وبعد جلوسنا في البيت بدأت البيئة بالتعافي وازدادت البركة في الأشجار وثمارها، واستعادت هي أنفاسها وتوازنها.. أرض تعافت وشر يزول.

عدنا والعود أحمد... عدنا بأمان مع توخي الحذر وتحمل المسؤولية برمتها في المقام الأول على أنفسنا والحفاظ على سلامتها مع الأخذ بكل التحذيرات والالتزام بها من تباعد في الأماكن المزدحمة، ولبس الأدوات اللازمة .. لا للتجمعات، لا للمصافحة، نتعايش بسلام مع الحالة، نكيف أنفسنا ونقول لها لا ضرر ولا ضرار حتى ترحل هذه الجائحة بلا عودة....عُمان واجهت بصبر، وتحدت بحكمة، وعانقت التشافي بأمل...عُمان تتعافى.

تعليق عبر الفيس بوك