"TIME": بولتون وضع الطموحات السياسية فوق المصالح الأمريكية.. وعزل ترامب بات بيد الناخبين

ترجمة - رنا عبدالحكيم

انتقدتْ مجلَّة "تايم" الأمريكية الكتابَ الجديدَ لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون "ما حدث في تلك الغرفة"؛ حيث قالت إنَّ بولتون وضع طموحاته الشخصية السياسية فوق المصالح الوطنية العليا للولايات المتحدة.

ووفقا لنسخة من الكتاب، قالت "تايم" إنَّه يحتوي على كشف حساب قاس للرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك مزاعم بأن ترامب ربط طموحاته السياسية بإنفاذ القانون الأمريكي والسياسة الخارجية، وأنه امتنع عن الإشادة بالصين لردها المبكر على فيروس كورونا، رغبة منه في إلقاء اللوم على بكين لتأثير الفيروس على الأمريكيين.

وعلى الرغم من أنَّه غادر البيت الأبيض قبل شهور، إلا أنَّ بولتون، الذي تعرض لانتقاداتٍ بسبب تفكيك فريق الأمن الصحي العالمي التابع لمجلس الأمن القومي الأمريكي في مايو 2018، يكتبُ أنَّ ترامب تجاهل مرارًا تحذيرات موظفي مجلس الأمن القومي وآخرين في وقت مبكر من هذا العام بشأن خطر الإصابة بفيروسات تاجية، وأثنى على الصين لإدارتها للفيروس. وعندما أصبح تجاهل التهديد للولايات المتحدة مستحيلاً، انحرف ترامب، وألقى باللوم على الصين في ذلك.

وكتب بولتون من خلال التعامل مع الوباء باعتباره مشكلة سياسية وليس جائحة: "إن جهد ترامب المنعكس للتحدث عن طريقه للخروج من أي شيء، حتى مع أزمة الصحة العامة، يقوض مصداقيته ومصداقية الأمة". ويقول بولتون إنه كان ينبغي إدراج العديد من المواقف في تحقيق الديمقراطيين مع ترامب تمهيدا لمسائلته وعزله، لكنهم ركزوا بشكل ضيق على ما إذا كان ترامب قد حجب المساعدة العسكرية عن أوكرانيا من أجل إجبار كييف على الكشف عن تحقيقاتها مع منافسه الديمقراطي جو بايدن. وقال بولتون: "لو لم يكن الديموقراطيون مهووسون بهذه المعركة الخاطفة في أوكرانيا، ولو كان لديهم الوقت للاستفسار أكثر بشكل منهجي حول سلوك ترامب عبر سياسته الخارجية بأكملها، لربما كانت نتيجة إجراءات العزل مختلفة تمامًا".

ورفعت وزارة العدل دعوى قضائية ضد بولتون في محاولة لمنع نشر الكتاب، بحجة أنه يحتوي على معلومات سرية من شأنها أن تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر إذا تم نشره. وتقول الدعوى القضائية إن بولتون يخاطر بـ"المساس بالأمن القومي من خلال نشر كتاب يحتوي على معلومات سرية"، في خرق واضح للاتفاقيات التي وقعها كشرط لوظيفته وكشرط للوصول إلى معلومات سرية للغاية، وفي خرق واضح الثقة التي وضعتها داخله حكومة الولايات المتحدة.

ويفصِّل بولتون العديد من الأخطاء الفادحة والمحادثات الخطيرة التي أجراها ترامب مع القادة الأجانب، ويحدد حالات كبار مستشاري الرئيس الذين يستجوبونه أو ينتقصون منه من وراءه. إلى جانب مطالبة الرئيس الصين مساعدته لإعادة انتخابه، من خلال زيادة الصين لمشترياتها من الإنتاج الزراعي الأمريكي. وأبدى ترامب استعدادا، بحسب الكتاب، على التدخل في التحقيقات مع شركة الاتصالات الصينية ZTE، وأيضا في قضية بنك خلق التركي، لتعزيز علاقته مع الرئيس رجب طيب اردوغان.

وتختتم مجلة تايم تقريرها، بالقول إن التفاصيل التي يحتويها كتاب بولتون لم تعد مجدية فيما يتعلق بمساءلة الرئيس وعزله، فقد فات الأوان، لكن الكتاب سيتنشر في الأسواق قبل 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر، ومن هنا سيتمكن الناخبون من إصدار الحكم النهائي على ترامب.

تعليق عبر الفيس بوك