كورونا والتدريب الإلكتروني

سعاد بنت سرور البلوشية

آن الأوان لإيلاء مختلف المؤسسات الحكومية أو الخاصة، وعلى اختلاف أنشطتها وعملها التدريب الإلكتروني أو التدريب عن بُعد الأهمية التي يستحقها، والاستغناء عن ملايين الريالات المخصصة للإيفادات السنوية للتدريب بحسب ما جاءت به التوجيهات السامية في ترشيد الإنفاق في الموازنة.

إنَّ الإيجابيات التي كشفها اجتياح فيروس كورونا كوفيد 19 للعالم، وخاصة على صعيد مواصلة العمل واستمرار تلقي العلم والمعرفة من خلال شبكة المعلومات الدولية-الإنترنت، والخروج عن التقليدية والنمط السائد في التواجد في مكان مُعين والجلوس لتلقي المعارف بشتى أنواعها، والاعتماد على التدريب الإلكتروني أو عن بُعد كأحد أوجه تنمية الثروة البشرية الوطنية الهادفة إلى تطوير قدرات الأفراد وتهيئتهم في التكيف مع يُناط إليهم من أعمال، يأتي بالتوازي مع النمو السريع في البنية الأساسية لتكنولوجيا الاتصالات.

ولقد كشفت النتائج أهمية تبني المؤسسات لاستراتيجيات التدريب باستخدام شبكة الاتصالات والمعلومات، والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالتدريب على توظيف الابتكار في إيجاد آلية لتطوير الجوانب المعرفية والمهنية أو المهارية إلكترونياً، كبرامج مساندة وليست بديلة عن التدريب التقليدي، والسعي المُستمر في الدفع بقطاع الاتصالات لتقديم الدعم والتسهيلات المرتبطة بتوفير شبكة إنترنت قوية وسريعة، والجاهزية لمُواكبة عدد المستخدمين من خلال سياسة لأمن المعلومات، وأنظمة تنظيمية ذات جودة عالية، بالإضافة إلى تذليل مختلف المعوقات التقنية أو البيئية، لأهمية ذلك في تطوير المسار الوظيفي للمتدرب.

كما كشف لنا وجود هذه الجائحة مدى استعداد الأفراد للتعلم عن بُعد، وإتقان استخدام البرامج والأنظمة ومختلف تقنيات التدريب ومنها كيفية التعامل مع المقررات ومحتواها الإلكتروني، ناهيك عن مدى امتلاك الأفراد لأجهزة إلكترونية ملائمة، ومدى استعداد المؤسسات للاستفادة من هذه الخاصية التي يمكن الولوج إليها بكل يُسر وسهولة في الاستخدام، ومن أي مكان وفي أي وقت بمرونة تامة وبكلفة مالية أقل إن لم تكن مجانية وبكفاءة أعلى، وبالتالي إمكانية الاستغناء عن الكثير من برامج التدريب التي تتم خارج البلاد أو داخلها، بإحلال التدريب الإلكتروني وبناء جسور من التعاون والتواصل مع مؤسسات التدريب المحلية والخارجية في تنظيم مثل هذه الدورات وتنزيل المحتوى إلكترونياً.

فالأهمية الفردية لهكذا نوع من التدريب تنبع من الأهمية المُؤسسية والتحفيز والحث الذي يجده الفرد في حال استخدامه، وإيمانه بالنقلة النوعية التي سيلتمسها عند القيام بتطوير ذاته وإضافة مهارات جديدة على صعيده الشخصي، إلى جانب الثراء المهني الذي سينعكس على إنتاجيته، والتعرض للتدريب المُختصر المفيد والملخص بمحتوى محدد، كما هو فرصة لمقابلة زملاء وبناء علاقات جديدة مع آخرين من ذات الاهتمام أو المجال، علماً بأنَّ البرامج التدريبية الإلكترونية كغيرها من البرامج التقليدية التي تقوم على إعطاء التغذية الراجعة من خلال التفاعل والمشاركة وتدوين الاستفسارات أو الملاحظات، مع وجود تقييم لأسلوب المحاضر ومستوى البرامج والحصول على شهادة إلكترونية بالحضور أو المشاركة، ويمكن القول بأنَّ التدريب الإلكتروني له تأثير فاعل في كثير من الأحيان على تحسين قدرات الأفراد المتدربين، بغض النظر عن خبرتهم السابقة في استخدام الإنترنت.

 

سعاد بنت سرور البلوشية - إعلامية متخصصة في الابتكار

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك