في زمن الجائحة

 

حمدان الدرعي

 

لا شك أنَّ الكل على دراية بأنَّ جائحة كورنا اجتاحت العالم ونسمع كل يوم عن عدد الإصابات والوفيات والشفاء لمن أراد الله له البقاء على قيد الحياة والأسباب عديدة  في إصابة البشر بهذا الفيروس الخطير

ولكن للأسف الشديد رغم خطورة هذا الفيروس إلا أن بعض الأشخاص لديهم هاجس اللامبالاة وتجدهم يتجولون في كل مكان مع كثرة التحذيرات لدى كل دولة، وهذه الفئة هي التي ستدفع الثمن غالياً عندما تصاب وتنقل العدوى للمجتمع مروراً بأهاليهم ومن ثمَّ العلاج والتنويم وبعدها طريقين لا ثالث لهما إما شفاء مقلق وهاجس يُهاجم ضميرك باستمرار ويتعبك في حياتك أو نيل تذكرة الرحيل من هذه الدنيا بل والندم المُستمر لمن كان السبب في الإصابة.

شخصياً أحدثكم عن واقع حصل قبل يومين تريكة المرحوم عمي فارقت الحياة بسبب إصابتها بهذا الفيروس وإصابة بعض عائلتها وحالياً في غرف العزل يرقدون على أسرة المستشفيات وتمت مراسم الدفن دون حضورهم وتحت سيطرة فريق مُختص يتولى جثمان الفقيدة ونحن ننظر بأعيننا المليئة بالدموع ولا قوة لنا لفعل ما كنَّا نقوم به عند حضورنا لتشييع جنازة وتفكيرنا مشتت بين ما ننظر وبين من هم على أسرة المستشفى وقلوبهم تذوب ألم فراق والدتهم

وبعد الانتهاء من دفن الفقيدة أدركنا الخطأ الذي وقعت فيه هذه الفئة المستهترة حتى وصل أمر الله للفقيدة وكان سببها عدم التقيد بتعليمات الدولة لحفظ أرواحنا من هذا اللص الخطير الذي يسرق فلذات أكبادنا ويخفيهم في لمح البصر إلا من كان له عمر بيد ربه لمواصلة ما تبقى من حياته.

نصيحتي للجميع التزموا في منازلكم فالوضع أخطر مما تتوقعون ولكم حرية الجلوس مع أنفسكم متسائلين ماذا لو أحضرت هذا الفيروس لنفسي ونقلته لأمي وأبي وأهلي ومتجمعي؟

لعلك ترجع إلى رشدك وتحمي نفسك وأسرتك ودولتك والعالم من هذا الفيروس.

 

تعليق عبر الفيس بوك