"الكشافة".. شراكة وتطوُّع

 

 

علي الهنائي 

الكشفيَّة من أوائل الفرق التطوعية الموجودة في العالم؛ فمُنذ بداية تأسيسها كان لها أثر كبير، وتوافقت في تناغم رائع مع المجتمع المدني، ولقد أرسى مؤسسها بادن باول في العام 1907 عِدَّة مَبَادئ على الكشاف أن يلتزم بها؛ نذكر منها:

أولاً: أن يُوثق بشرف الكشاف ويعتمد عليه.

ثانيا: أن يكون الكشاف مُخلِصًا لله ولوطنه، ومطيعا لأولياء أمره ورؤسائه ومرؤوسيه في الحق دون تردد.

ثالثا: نافع؛ واجب الكشاف أن يَكُون نافعًا، وأن يُساعد الآخرين.

رابعا: ودود؛ الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف آخر.

خامسا: رفيق؛ الكشاف رفيق بالحيوان "ويحب النبات ويرى في الطبيعة آية الله" (أضافتها الكشافة السورية، ومن بعدها الكشافات العربية).

سادسا: مُطِيع؛ الكشاف يطيع أوامر والديه وعريف طليعته وقائده.

سابعا: بشوش؛ يقابل الصعوبات بصدر رحب.

ثامنا: مُقتَصِد.

تاسعا: نظيف؛ في الفكر والقول والفعل والمظهر، وكل ما يقوم به.

عاشرا: شجاع؛ "الكشاف شجاع ومقدام" (أضافتها المنظمة الكشفية العربية).

وتطورت الحركة الكشفية فيما بعد إلى تقسيمات؛ شملتْ كلَّ المراحل العمرية ومنذ تقليد المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- كشافا أعظم لكشافة السلطنة في 20 نوفمبر 1983، دخلت الحركة الكشفية العمانية في نقلة وتطور ملموس في التطوع ومساهمتها في كل القطاعات المجتمعية والتطوعية، ولا يكاد يخلو كل تواجد تطوعي إلا كانوا في مقدمة المبادرين والمشاركين بكل عطاء وإيجابية.

وفي العام 2002م، تأسست عشيرة جوالة نادي صحار لتُوقِد مفهوما آخر للتطوع، وتؤسِّس لعمل كشفي وتطوعي منظم في المجتمع، ونذكر عدة أمثلة لا تزال لها آثارها الإيجابية ومستمرة بعزيمة وجهود منتسبي الحركة الكشفية في الأعوام السابقة؛ كان لمبادرة كأس راشد التطوعية أثر للمجتمع من حيث إقامة المسابقة الثقافية بين أفراد المجتمع والمنتسبين للفرق الأهلية مع ما يتخللها من تجمع ومحبة، وكانت لعشائر جوالة نادي صحار في هذا العام 2020 جهود ومبادرات مع تعرُّض العالم لجائحة كوورنا (كوفيد 19)؛ فقامت خلال الشهر الفضيل باستكمال مبادرة "معين2"، وهي التي تستهدف إفطار الصائمين وإدخال البهجة إلى قلوبهم، كما راعت خلاله العشائر في تنفيذها نشر العمل المجتمعي التطوعي المبني على التكاتف والأخذ بإجراءات السلامة من لبس للكمامات والقفازات، وتأمين وصول الوجبات لمستحقيها بالطريقة المُثلى.

وقامت أيضا هذه العشائر بمبادرة أخرى تماشيا مع قرارات اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورونا؛ حيث تواصلت مع المديرية العامة للصحة والمديرية العامة للسياحة وبهنس للسفر والسياحة والديوانية للحلوى العمانية، وقامت بعمل قافلة توعوية تجوب أنحاء ولاية صحار وتنبه وتذكر أفراد المجتمع من مواطنين ووافدين بضرورة الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي والصحة العامة؛ الغرض حيث كانت القافلة تتنقل بين أنحاء الولاية وتنقل التعليمات بمكبرات الصوت التي تحتوي على ثلاث لغات مختلفة؛ ليعم النفع والتوعية للجميع، وما زالت الحركة الكشفية مستمرة في عطائها على كل الأصعدة، وما زال أفرادها ومنتسبوها يضربون خير الأمثلة في كل عمل تطوعي في بلادنا الحبيبة عُمان.

تعليق عبر الفيس بوك