العمل في الاتحادات والأندية الرياضية

محمد العليان

ما الذي يميز عمل عضو مجلس إدارة الاتحادات الرياضية المختلفة عن عمل مجلس إدارة الأندية الرياضية؟ ثمَّ من هو العضو المتطوِّع للعمل الرياضي؟ هل هو عضو مجلس إدارة الاتحادات الذي يتقاضَى مُكافاة مالية لقاء حضوره لأي جلسه من جلسات مجلس إدارة الاتحاد الذي يعمل فيه أو مكافاة لحضور اجتماع خارج الديار، أو كذلك لحضور ندوة أو ورشة عمل أو دعوة حضور لبطولة خارجية، أم أن المتطوع فعلا هو عضو مجلس إدارة النادي الذي يعمل بدون مقابل؟

ثم، أين هو العمل المتطوعي رغم أن العمل في الأندية أصبح احترافا وبمقابل مادي في الأندية الأوروبية وبعض الدول العربية التي تطبِّق جزءًا من الاحتراف بالنسبة للإداريين؟ وما هي معايير العمل التطوعي، خاصة في الوسط الرياضي العربي، والذي ما زالت معها الأندية هاوية وغير محترفة، وتعمل على العمل التطوعي من الأعضاء ورئيس النادي، ومن وجهة نظري أرى أنَّ العمل الرياضي التطوعي بالأندية هو الذي يستحق بالفعل التقدير والمكافاة وفق شروط وضوابط وأسس محددة تحددها وزارة الشؤون الرياضية، ثم إنَّ المكافاة المطلوبة ليست بالضرورة أن تكون مكافأة مادية، لكنها أن تحدِّد نسبة من سنوات خدمة عضو مجلس إدارة النادي، ولتكن مدة الإدارة بمعنى 4 سنوات مستمرة في النادي والإدارة، بعدها يستحق هذا العضو المكافأة المادية مثلا، وعندما يستمر في خدمة النادي عددا أكثر من السنوات تتضاعف المكافأة، زادت خدمة هذا العضو لناديه.

إنَّ استحقاق عضو مجلس إدارة النادي للمكافأة النقدية يجب أن تكون مساواة مع ما يحصل عليه عضو مجلس إدارة الاتحادات المختلفة؛ وذلك لأسباب موضوعية؛ منها أنَّ عضو مجلس إدارة النادي يعمل يوميًّا وفي كل الأوقات، بعكس عضو مجلس إدارة الاتحادات المختلفة ربما يحضر ثلاث أو أربع مرات في الشهر بالكثير؟

الشيء الآخر أنَّ مُجرد وصول العضو لمجلس إدارة الاتحاد سيمنحه مزيدا من الظهور الإعلامي والاجتماعي، والتأسيس لعلاقات قوية داخل الوسط الرياضي الداخلي والخارجي، بينما على مستوى الأندية العضو مغمور ولا يجد الحضور الإعلامي والاجتماعي، خاصة لأندية مثلا كالدرجه الأولى وما دون ما عدا الأندية المنافسة وأصحاب الإنجازات والتاريخ والبطولات فقط، وهم قليل جدا على الساحة المحلية الرياضية.

العمل التطوعي في الأندية يحتاج إلى تحفيز لاستمرار العضو في العمل في هذه الأندية على الأقل لمدة مجلس إدارة النادي الـ4 سنوات؛ حيث نرى هروبا واستقالات وابتعادا للأعضاء ورؤساء الأندية من الأندية بسبب عدم وجود حافز للاستمرار، حافز مادي أقصد أو حتى معنوي، ما عدا الأندية الكبيرة فقط؛ إذ نجد العضو المتطوع لا يُكمل سنة أو سنتين إلا وابتعد عن النادي لأسباب كثيرة؛ أهمها عدم وجود التحفيز الذي يدفعه للعمل والاستمرار وبذل مزيد من الجهد والعطاء والاالتزام، وحتى نقترب من الصورة بشكل أوضح، فإن عضوًا في مجلس إدارة الاتحادات عمل لمدة 4 سنوات أما عضو مجلس إدارة النادي قد يستمر البعض لأكثر من 10 سنوات، وربما أكثر، وهنا تبرز الحاجة لتقدير وتكريم ومكافأة هؤلاء أعضاء الأندية.