اللجنة الوطنية للشباب

 

محمد مسلم هبيس

 

لقد ساهمت اللجنة الوطنية خلال الأعوام الماضية بدور هام وفعّال في تنوير وتوجيه الشباب واستثمار قدراتهم وإمكانياتهم الشبابية وتوظيفها نحو الإبداع والتميز، مازالت اللجنة إلى الآن انتهجت ذلك النهج منذ أن أمر جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه- بتشكيل اللجنة وتثبيت دعائمها ومهامها في عام ٢٠١١، لتكون الحاضنة للشباب وبيتهم الثاني ومكملة لدور المدرسة والمسجد لتساعد الشباب في تحقيق طموحاتهم والاستماع إلى قضاياهم وآرائهم كنافذة ليطلع من خلالها الشباب إلى المستقبل بعين اليقين بأن أهدافهم وأحلامهم ومبادراتهم ستحقق على أرض الواقع.

حظي الشباب العماني بالعناية الفائقة من لدن جلالته - طيب الله ثراه- فقد خصص لهم مكرمة سامية، حيث خصص لهم يومًا من كل عام تحتفل فيه السلطنة وكافة محافظاتها بيوم الشباب العماني الذي يصادف السادس والعشرين من أكتوبر من كل عام، ففي كل عام  يتم اختيار محافظة لتكون عروسا لهذا المحفل الثقافي الأدبي والاجتماعي ليجتمع فيه كافة شباب السلطنة المبدعين والمتميزين ليتم فيه تكريمهم على عطائهم وإنجازاتهم، وليتوجوا متفاخرين بما صنعت أيديهم وأنفسهم من تفوق وإنجاز، وقد توشحت اللجنة الوطنية للشباب بشعار "عمان تتقدم بالشباب" لتخلد من تلك العبارة وسام فخر يفتخر به شباب السلطنة مما يدفعهم للمضي قدما لخدمة وطنهم .

 تعدد مشاريع وبرامج اللجنة الوطنية من ثقافية وفنية وحتى رياضية لتلبي كافة احتياجات واهتمامات الشباب المتنوعة لتعد جيلا واعيا ومثقفا حريصا على استثمار وقته بما يعود عليه بالفائدة. ناهيك عن العديد من البرامج والمسابقات الثقافية والأدبية والتي تقام على مدار العام وبالإضافة إلى الزيارات الميدانية كجزء من التعرف على منجزات النهضة التي ترسخ معنى الحب والانتماء الوطني، وبالإضافة إلى المزيد من المشاريع التي تحتضنها اللجنة كمشروع التدريب على رأس العمل الذي يستهدف طلاب الجامعات والكليات ليتدربوا في مقر اللجنة الوطنية ليتعرفوا على طبيعة بيئة العمل الإداري والتقني.

ولقد ركّزت اللجنة الوطنية للشباب على العديد من الجوانب الأدبية والثقافية كمشروع المؤلف الشاب الذي يسعى إلى توجيه الشباب نحو الحراك الفكري ويهيئهم فكريا ومعنويا لصبحوا كتابا وأدباء حيث يهدف المشروع إلى تخريج كوكبة كبيرة من الشباب لهم العديد من الدواوين الشعرية والمؤلفات كالرواية والقصة، بالإضافة إلى مشروع "يشاهدون" لما له من أهمية جليلة في نقل التراث المادي وغير المادي والتعرف على تلك الحقبة التي عاصرها الآباء والأجداد ونقلها إلى الشباب بطريقة مسلية ومشوقة كإجراء المقابلات المباشرة مع كبار السن الذين عايشوا تلك الحقبة، ومشروع المناظرات ليتعلم الشباب قدرة على الإقناع وتفنيد الحجج ليعد جيلا من الشباب متشبعا بالمعرفة ولديه القدرة على البرهنة والحجة والإقناع بصورة حضارية تعكس هويتنا كشعب عماني مثقف. ومشروع الشاب الرُّحل هي أحد مشاريع اللجنة الوطنية التي تزرع في الشباب روح المغامرة والقيادة والعمل الجماعي.

حيث تعد الجلسات الحوارية والنقاشية من أهم المشاريع التي تحتضنها اللجنة الوطنية للشباب، والتي تهدف إلى فتح المجال للشباب للإفصاح عن آرائهم ومقترحاتهم والتحدث عن قضايا الشباب بدون أي حواجز فتكون اللجنة الوطنية كالمنصّة أو كحلقة وصل بين الشباب والجهات المعنية المختصة التي تهدف إلى تطوير الشباب وتساعدهم على اكتشاف ذواتهم مثل مشروع المخيم الإبداع  الشبابي، حيث يعد هذا البرنامج من البرامج التدريبية المكثفة، بحيث يخضع المتدرب إلى العديد من الورش التدريبية المتخصصة في تنمية الموارد البشرية والجلسات النقاشية وغيرها من الأنشطة الجماعية والمسابقات والتمارين الرياضية.

تعمل اللجنة الوطنية لشباب لتكملة جهود العديد من الجهات الحكومية التي تعنى بالشباب، مثل الجامعات والكليات والأندية الشبابية وجمعيات المجتمع المدني لتؤهل الشباب تربويا وفكريا، ولتمكنه من النهوض بوطنه متسلحا بنور العلم والمهارات، وهنا أوجه خالص شكري إلى جميع العاملين في اللجنة الوطنية للشباب وجميع الأعضاء ممثلي اللجنة الوطنية.

 

تعليق عبر الفيس بوك