الحلقات تتناول مجالات الرقابة الذاتية والعدالة الوظيفية وكفاءة استخدام الموارد

إشادة مجتمعية بمساهمة برنامج "نزاهة" في تعزيز الشراكة لحماية المال العام

مسقط- الرؤية

يحظى البرنامج التوعوي "نزاهة" الذي ينتجه جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، بإشادات واسعة بين فئات المشاهدين والمستمعين والمتابعين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وهو برنامج يبث يومياً في رمضان.

ويحمل البرنامج، الذي استمر على مدى أربعة مواسم متتالية، العديد من الرسائل التوعوية التي تهدف إلى تعزيز النزاهة في المجتمع، إيماناً من الجهاز بأهمية غرس وتعزيز قيم النزاهة بين أفراد المجتمع تجاه المال العام والوظيفة العمومية. وتركز حلقات البرنامج على بث قيم النزاهة العامة، وبشكل خاص في بيئة العمل، إذ تعتبر القيم هي الموجه الأول لسلوك الفرد، الأمر الذي يدفع النفس إلى الفضيلة، والعيش المشترك مع الآخرين في بيئةٍ تقوم على النزاهة في السلوك الفردي والاجتماعي.

وقال الدكتور حمير بن ناصر المحروقي مدير دائرة التوعية وتعزيز النزاهة بجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة إن البرنامج يتناول 4 مجالات رئيسة، أولها مجال المال العام وبيان حرمة التعدي عليه، ومن الموضوعات المُتصلة بهذا المجال "حرمة المال العام" و"الرشوة" و"الكسب الحلال"، ويتناول المجال الثاني الموضوعات ذات الصلة بالواجبات تجاه الوظيفة العامة، ومن الأمثلة عليها "إساءة استخدام السلطة" و"الأمانة في تقييم الأداء" و"حقوق الموظف وواجباته" و"العدالة الوظيفية"، كما يتناول المجال الثالث القيم العامة للنزاهة، ومن الأمثلة على الموضوعات ذات الصلة بهذا المجال "المسؤولية أمانة" و"الرقابة الذاتية"، وأخيراً مجال كفاءة استخدام الموارد، ومن الأمثلة على موضوعاتها "بناء وتمكين الكفاءات الوظيفية" و"التعاون" و"كفاءة استخدام الموارد المالية". وأشار المحروقي إلى أنَّ اختيار المحاور والموضوعات تم من خلال حصر كافة المجالات التي تندرج تحت كل محور من المحاور الأربعة، ومن ثم ترتيبها وفق الأهمية، وبعدها تم اقتراح العناصر الفرعية ذات الصلة بكل موضوع، والتي تُمثل في مجملها الرسائل التوعوية التي يرغب الجهاز في إيصالها للمجتمع.

وقال سعادة محمد بن خميس بن نبهان الحسيني عضو مجلس الشورى ممثل ولاية سمائل إن برنامج نزاهة من البرامج الهادفة التي استطاعت أن تصل إلى غايتها التي أطلقت لأجلها وهي ترسيخ مفهوم النزاهة لدى متابعيه وغرس الرقابة الذاتية لديهم بحيث يستشعر الإنسان مدى الأمانة التي أنيط به حملها وعظم قدرها وأهمية أن يكون محافظا على المال العام، وأن يؤدي ما أوكل إليه من أعمال بكل أمانة ودقة فيُعطي كل ذي حق حقه مستحضرا مراقبة الله تعالى له وليس فقط ترقباً للتبعات والمساءلة القانونية، وقد كان لاختيار الضيوف جانب كبير من النجاح، وذلك عبر إيصال الفكرة بكل سلاسة إلى المتلقي.

وقالت محفوظة بنت حمود السيابية مدربة تنمية بشرية إن "نزاهة" من البرامج التي تزرع طيباً لتحصد طيباً، فعند متابعته ستدرك أهمية ترسيخ وغرس قيم النزاهة والرقابة الذاتية في الأفراد والمجتمع تجاه المال العام، وعندما ترى أنَّه قد وصل إلى موسمه الرابع هنا تدرك مدى حرص القائمين عليه  بأهمية "النزاهة" قيماً وسلوكاً، فمتابعته ومتابعة ضيوفه توقظ الضمير تجاه المال العام وتبين خطورة غياب هذه الصفة وتنبه للترفع عن أضداد النزاهة كالرشوة والسرقة والتزوير وإساءة استخدام المال العام بكل الطرق غير المشروعة.

أما يوسف بن سعيد بن ناصر الحضرمي موظف بدائرة العلاقات العامة وخدمات المرضى بالمستشفى السلطاني فقال إن أشكال الفساد المتعددة كالواسطة والرشوة والاحتيال والاختلاس تُعد خيانةً للوظيفة وتضييعًا للأمانة، ولوناً من ألوان الظلم الاجتماعي الذي حرمه الله عزَّ وجلَّ، وأجد أن محاور البرنامج لامست العديد من الجوانب المهمة في بيئة العمل من خلال ما يبينه للموظفين من معاني الكلمات وما يقعون فيه من المشتبهات، فربما يظن بعض الموظفين عند تخليص معاملة ما للمراجع أن الهدية مباحُ شأنها تحت فهمٍ مغلوط لـ (تهادوا تحابوا) فهذا يقع في الرشوة ربما دون قصد، وضيوف الحلقات أوضحوا العديد من المفاهيم والمصطلحات التي قد يجهل البعض معانيها الحقيقية.

وقالت فاطمة بنت علي المقبالية رئيسة قسم العلاقات العامة والإعلام التربوي بتعليمية البريمي إن "نزاهة" برنامج مفيد يستهدف المبادئ التي يجب أن يتحلى بها الموظف تجاه الوظيفة والأموال العامة، وأن يستشعر المواطن الصفات والقيم الإسلامية التي ترضي الله ورسوله قبل أن ترضي المسؤول عنه خلال يوم عمله، ويسهم البرنامج في تعزيز القيم التي يجب أن يتحلى بها الموظف الأمين وتجنب الوقوع في الحرام وأكل المال العام الذي حرمته كحرمة المال الخاص.

أما أيمن بن حمود بن يعقوب الراشدي طالب إعلام بجامعة السلطان قابوس فقال إنَّ أبرز ما تميز به البرنامج هو تناوله لجملة من المخالفات السلبية تجاه المال العام، واستعراضها من مستوياتها الدينية وتقديم الحلول التي تؤدي لتقوية الوازع الديني لدى الموظف، فضعف الوازع الديني يؤدي بالموظف إلى عدم تقدير الأمانة المكلف بها، وعدم الاكتراث بالمسؤولية المُلقاة على عاتقه، وضعف الرقابة الذاتية قد تسهم في الوقوع في هذه المخالفات.

تعليق عبر الفيس بوك