بسبب أزمة كورونا ورغبة مئات الآلاف من الأجانب في الرجوع لأوطانهم

"عودة الوافدين" تفتح الباب أمام "الطيران العماني" لتعويض خسائره

 

الرؤية - أحمد الجهوري

تكبدت شركات الطيران حول العالم خسائر فادحة جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19)؛ وذلك بعد تعليق أغلب شركات الطيران رحلاتها، وغلق كثير من الدول مطاراتها، الأمر الذي تسبب في نزيف خسائر لم يتوقف حتى الآن، ويتوقع مراقبون أن تستمر الخسائر حتى منتصف العام المقبل، مع بدء الانتظام الكامل للملاحة الجوية.

ومع فتح المطارات والرحلات الجوية من المتوقع أن يشهد العالم ازدحامًا على المقاعد المتوفرة، وباعتبار "الطيران العماني" أحد أهم الخطوط الجوية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فقد تأثر حاله مثل الخطوط الجوية العالمية الأخرى، الأمر الذي يفرض على جميع الخطوط، ضرورة التفكير في آلية تعويض هذه الخسائر، مع تخفيف القيود تدريجيًّا وفق ما أعلنته وبدأت تعلنه بعض الدول.

ومن المتوقع أن تُغادر السلطنة أفواجٌ من القوى العاملة غير العمانية عند إعادة تسيير الرحلات الجوية، وتحديدًا القوى العاملة من دول آسيا مثل الهند وبنجلادش وباكستان، والتي تشكل النسبة الأعلى من القوى العاملة الأجنبية في السلطنة؛ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي خلفتها أزمة كورونا، والركود الذي عصف بالعالم أجمع؛ حيث يبلغ عدد الوافدين من الجنسية البنجالية 613 ألف عامل، و596 ألف عامل هندي، و202 ألف عامل باكستاني، ومن الفلبين 48 ألفًا، ويصل إجمالي العمَّال الوافدين من مختلف الجنسيات في السلطنة إلى 1.6 مليون حتى مارس الماضي.

ومن بين الأفكار المطروحة على الساحة الاقتصادية، أن يضع "الطيران العماني" أولوياته ورحلاته على شبه القارة الهندية، والتي من المؤمل أن تشهد تزاحمًا يجب أن يستثمره الناقل الوطني؛ حيث من المتوقع مغادرة ما لا يقل عن 40% من إجمالي العمالة؛ يعني بحدود 640 ألف عامل سيغادرون أراضي السلطنة، وإذا حسبنا كل رحلة تستوعب 200 مسافر، فإننا سنحتاج حوالي 3200 رحلة جوية، وإذا تمَّ تسيير 8 رحلات جوية يوميا فسيستغرق الوقت حينها أكثر من 365 يوما (سنة كاملة) حتى يتم تغطية الطلب.

وفي ظلِّ المنافسة القوية، والعروض المختلفة بين شركات الطيران من حيث الخدمة والأسعار، بات من الواجب على "الطيران العماني" أن يهتم بهذا الجانب للحصول على أكبر حصة من إجمالي المسافرين، هذا إذا علمنا أنَّه يسير رحلات مباشرة إلى 11 مدينة بجمهورية الهند، و3 مدن في جمهورية باكستان، الأمر الذي يفتح أمامه فرصة لتعويض خسائره التي تكبدها خلال الشهرين الماضيين.

يشار إلى أن سفارة جمهورية الهند أعلنتْ -في وقت سابق- عن تسيير رحلتيْن خاصتيْن من مسقط إلى الهند؛ الأولى كانت من مسقط إلى مدينة كوتشي بتاريخ 9 مايو 2020، والثانية بتاريخ 12 مايو 2020 من مسقط إلى مدينة تشناي، وكلاهما عبر إحدى شركات الطيران الهندية.

تعليق عبر الفيس بوك