وها قد تعافى ثقب الأوزون‎

 

أنيسة الهوتية

وقد تعافتْ طبقة الأوزون من ثُقبها، وتأكد للعلماء الآن أنها كانت بسبب البشر! وبعد سماع هذا الخبر، هل لي أن أفكِّر أن فيروس "كورونا" أتى ليؤجل انفجار الكرة الأرضية بترميم ثقب الأوزون الذي بدأ منذ السبعينيات!

لكنني لن أقدِّم الشكرَ لفيروس كورونا على ذلك؛ لأنه بالمقابل أخذ الأرواح الكثيرة وزرع الرعب، وإن كانت الكرة الأرضية استراحت من التلوث البيئي، إلا أنها الآن تُعاني من التلوث الفيروسي الذي أوقفَ أنشطتها المفيدة كذلك.

ومن جانب آخر، أتساءل: من سيدفع ثَمن خسائر هذه الجائحة التي خرجت من الصين لدول العالم، وعلى ما يبدو أن ما يحصل الآن مجرد عرض.. وما خفي أعظم!

فكما كانت المسلسلات الفكاهية، ورسوم الكرتون، وبعض التصريحات لقادة الدول قبل عشرات السنين تكلمت عن فيروس خطير يخرج من الصين للعالم، وعلى ذات النهج لازال هناك "قيل وقال" عن محاولات علمية لخلق قوة بشرية أو جيش بشري بقوى خارقة مثل الشخصيات التي نراها في أفلام هوليوود؛ فبالتالي لربما كل تلك التجارب فعلا ستخلق وحوشا بشرية من فيروسات وجراثيم وأنواع مختلفة من البكتيريا التي يتم استخراجها من أجناس الكائنات في الأرض!

خاصة وأنَّ "كوفيد 19" الحالي هو الجيل الثالث من فيروس كورونا الذي خرج سابقا من الصين، ولم ينتشر لأنه كان أضعف؛ فبالتالي هذه القوة لفيروس لم تضعفه الاجسام المضادة في جسم الإنسان والمنطلق بقوة خارقة رغم وجود الطب المتطور مما يتسبب بخلق شكوك وإن كانت وهمية بأن هناك أمورًا لم تتسرب مع تسرب الفيروس، ولا يزال السر محفوظاً كما حفظ اليهود أسرار هيكل سليمان عن بعضهم البعض حتى ضاعت.

ونرجع إلى أرض الواقع، لأقول إنَّ العدو الأول للبشرية هو الإنسان نفسه، ولولا طمعه للمزيد لما زادت التلوثات البيئية وغيرها من المصائب التي تتوالى عليه وعلى غيره، ومع أنني غاضبة من كورونا، إلا أنه يجب أن أقول الحق بأنها رغم مساوئها أتت لتضع حدوداً وليس حدًّا لطمع وجشع البشر الذين يتولون القيادة الإستثمارية، والصناعية، والتجارية... وغيرها مع طلب السرعة والسهولة في كل شيء لكل شيء!

ورغم أنني ما زلت أقول إنَّ هناك سِتارًا لم تتم إزاحته عن موقع الجريمة الأساسية لتسرُّب كورونا، ولكن كورونا بنفسها رفعت الكثير من الستائر المنسدلة هنا وهناك، وعلَّمت الناس فرز الأولويات والأساسيات، وعلمت الدول والحكومات، أن تراجع أجندتها وكوادرها وترسم تسلسل أهراماتها الإدارية من الأهم إلى المهم حتى ترجع إلى تدرجها الصحيح والسليم.

وأبسط ما تعلمناه أن صلة الرحم وصلة الجار وزيارة المريض هو بالاطمئنان عليهم، وسد حاجاتهم إذا نقصت وليس بالجلوس لساعات عندهم والتجمع و"الحش"، وأيضا إن أكثر المصاريف الشهرية كانت تذهب لأمور "شوو" وليس للاحتياجات الأساسية.

ومن الغريب قولي لهذا كوني امرأة، ولكن سأقول ملاحظتي وإن عادتني بنات جنسي، وملاحظتي هي أنَّ النساء يصرفن الكثير على الملابس، والأكسسورات، والماكياج، والعطور...وغيرها مما تراه زينة لها حين تكون بين النساء، لأن "هي" تريد أن تكون الأفضل والأجمل من "بينهن"، والآن مع الحجر المنزلي وانعدام الزيارات، ورغم وجود الزوج في البيت، عادي أن لا تتزين، ولا تلبس الأفضل، ولا تعمل عرضَ أزياء إلا إذا كانت تصوِّر سناب، أو إنستجرام يراه زميلاتها أو صديقاتها.

ونرجع إلى تعدُّد ألوان الفوائد والخسائر لأزمة كورونا، خاصة مع انهيار الاقتصادات العالمية، وتدهور الاستثمارات والتجارات المختلفة، تبقى هناك حقيقة واحدة، وهي أنَّ شركات الاتصالات هي الفائزة بالكأس والميدالية الذهبية في "أولمبياد كورونا".

والبشرية ما زالت في خطر...،