رائد بن حمد الكيومي

لا يخفى على أحد حجم التأثير الذي نتج عن جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، والذي انعكس على أداء الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة؛ حيث تمَّ تقليص أعداد الموظفين، وإغلاق صالات استقبال المراجعين؛ مما أدى بطبيعة الحال إلى توقف بعض الأعمال والأنشطة؛ إلا أن هنالك بعضاً من المؤسسات ظلت تقدم خدماتها بشكل مستمر من خلال منصاتها الإلكترونية، وذلك يعزى إلى الإعداد والجاهزية المسبقة لدى هذه المؤسسات، مما أسهم بشكل كبير في استمرارية عملها في خدمة المجتمع؛ على سبيل المثال لا الحصر: وزارة القوى العاملة.

فقد استمرَّت الوزارة بشكل اعتيادي في تقديم خدماتها لجميع المستفيدين؛ سواء كانوا أفرادًا أو أصحاب عمل، ويظهر ذلك جليًّا من خلال آلاف المعاملات الإلكترونية التي تمَّ تقديمها والتعامل معها خلال الفترة الحالية للأزمة. وعلى سبيل المثال: بلغ إجمالي عدد تصاريح العمل المبدئية المعتمدة خلال شهر أبريل الماضي 308 طلبات، أما  تصاريح العمل (البطاقات) خلال نفس الفترة فقد بلغت 21503 طلبات معتمدة؛ منها: 19965 طلبا تجاريا لشركات ومؤسسات القطاع الخاص بكافة مستوياتها الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، إلى جانب 1538 طلبًا لأصحاب العمل الأفراد، وحازت خدمة التجديد العدد الأكبر من الطلبات؛ حيث بلغت 17830 طلباً للتجديد، مع العلم بأن هذه الإحصائية لم تشمل جميع الخدمات المقدمة.

وتجدُر الإشارة هنا إلى أن الكثير من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الوزارة هي خدمات ذاتية؛ لا تحتاج إلى تدخل الموظف؛ مثل خدمة تسجيل عقد العمل الفردي للقوى العاملة الوطنية، وخدمة تسجيل عقد العمل لبعض الوقت، وخدمة نقل الخدمات للقوى العاملة غير العمانية وخدمة استمارة المغادرة...وغيرها.

أمَّا المعاملات التي تتطلَّب إجراء أو مراجعة من قبل الموظف؛ فقد تمَّ منح الموظفين صلاحيات العمل عن بُعد؛ وذلك لإنجاز جميع المعاملات الواردة للوزارة مع أخذ الاحتياطات اللازمة المتعلقة بأمن وسرية البيانات.

وفيما يتعلَّق بمُتابعة سير العمل؛ فقد استمرت الاجتماعات عن بُعد بكل مستوياتها؛ سواء التي هي على مستوى الإدارة العليا -ممثلة في رئيس الوحدة- أو حتى الاجتماعات المتعلقة بفرق العمل المكلفة بمتابعة المشاريع القائمة.

ومن هنا، نستطيع القول إنَّ الوزارة نجحت إلى حدٍّ كبير في تعزيز ثقافة العمل عن بُعد والتعامل الإلكتروني؛ سواء على المستوى الداخلي للوزارة -مُمثلا في الإدارة العليا والموظفين- أو على المستوى الخارجي -مُمثلا في المستفيدين من خدمات الوزارة الإلكترونية.

سائلين الله عزوجل دوام التوفيق والسداد لكلِّ يدٍ تبني وتُسهم في تقدُّم وتطوُّر هذا البلد العزيز، الذي أسس نهضته المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- مستحثين الخطى، ومكملين المسيرة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله  ورعاه.