استحالة التطور بالأدوات القديمة

 

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

يمرُ العالم بمتغيرات وظروف متسارعة تستوجب التفاعل مع تلك المُتغيرات بأدوات مختلفة عن تلك المستخدمة في الوقت السابق فمن الصعوبة بمكان أن تطالب وتناشد بأهمية التغير ومواكبة الأحداث وأنت لازلت تستخدم نفس الطرق والأساليب قبل عشرة أو عشرين عاماً سواء من ناحية طريقة التخاطب أو آلية التعامل والتنفيذ فالعقليات والأفكار تغيرت والظروف ومجريات الأحداث ليست هي نفسها التي كانت في السابق وبالإمكان التعامل معها بنفس عقلية الإدارات القديمة وبالتالي هدر مزيد من الوقت والموارد بدون أي مردود أو فائدة تُذكر.

قبل مُدة تابعت برنامجاً عن آليه التعامل مع بعض الخدمات المقدمة في إحدى المدن في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتاح كافة البيانات المتعلقة بالموارد المخصصة والمصروفة والفئات المستهدفة والمعوقات التي قد تواجه تنفيذ مختلف الخطط والبرامج وإتاحة المجال للكل لطرح الحلول والمقترحات التي بالإمكان الاستفادة منها في حل هذه المعوقات بطرق مبتكرة وتكاليف أقل ومشاركة المجتمع بكافة فئاته وبالتالي إطلاعه على ما يدور من خطط وسياسات وإشراكه فيها بحيث تكون المسؤولية مشتركة ولا يتحمل آثارها طرف أو جهة دون الآخر، مما كان له الأثر في التفاعل الإيجابي وتقليل من الاعتماد على الأدوات القديمة في التنفيذ والمواكبة مع مختلف المتغيرات والتطورات والاستفادة الإيجابية من التكنولوجيا الحديثة في إحداث الفارق والتواصل المباشر وإتاحة المعلومة للكل وعدم حصرها واحتكارها على فئة معينة طالما أنها تمس قطاعات خدمية وليس لها علاقة بالأمن القومي أو العسكري هنا يمكن القول بأنَّ التغيير واجب فرضته الظروف المحيطة وليس بدعة أو مجرد تقليد فإما أن تقوم بالتغيير الإيجابي وتكون مقتنعًا به أو تظل في مكانك والعالم يتقدم وتكون مسؤولاً عن حجم الخسائر والتراجع بسبب تعنت ومكابرة غير مستندة على مبرر واقعي.

الشباب هم مستقبل الأمة ومن تقع عليه المسؤولية في إحداث الفارق وبالتالي عندما نتكلم عن إحداث التغيير بمساندة هذه الفئة بنفس العقلية والأدوات التي كانت متبعة في السابق فهو يعد انتحارا أو عدم اعتراف بتأثير وأهمية هذه الفئة ففئة الشباب الحالية عقليتها ونمط تفكيرها تغير بسبب التقدم التكنولوجي وسهولة حصولها على مختلف المعلومات باستخدام التقنيات الحديثة ومهاراتها ومواهبها التي اختلفت عن تلك الموجودة في الجيل السابق فبالتالي عندما يتم التفاعل والتخاطب معها فهي تنتظر طرقاً تلامس عقليتها الحالية وتتواكب مع مختلف التغيرات الموجودة وتتمنى أن يتم التعامل والتواصل معها بأسلوب يتسم بلغة الأرقام وليس الكلام المنمق المكرر بدون لغة سهلة سلسلة قريبة من عقليتهم وتشعرهم بأنهم جزء مهم وشريك فاعل في إحداث التغيير وليس مجرد فئة هامشية يمكن إسكاتها واستغفالها ببعض الفعاليات أو الأحداث الموسمية التي لا تلبي طموحاتها وتشعرها بأهميتها وإمكانية الاستفادة من مواهبها وطاقتها بالشكل الإيجابي فلابد من تغيير لغة الحوار والأدوات المستخدمة بشكل يتماشى مع العصر الحالي وبأساليب تشعرهم بمشاركتهم في مختلف البرامج والخطط وأنهم جزء من الحل وليس سبب المشكلة التي يبحث لها عن حلول.

ختاماً.. نقدر مختلف الجهود والخطط والبرامج التي تحاول أن تتماشى مع مختلف التغيرات والتطورات الحاصلة باستخدام التقنيات الحديثة وبمشاركة مختلف الفئات بأدوات وطرق حديثة تتماشى مع روح العصر والاستغناء عن الطرق والأدوات القديمة التي أصبحت منتهية الصلاحية ولا تتماشى مع عصرنا الحالي.