متى سنتعلَّم من الدروس؟

سالم كشوب

 

تمرُّ على الدول أحيانا كوارث أو مشكلات؛ سواء: طبيعية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية.. ويتمُّ تسخير كافة الإمكانيات من أجل مواجهة هذه الأزمات، والعمل على نشر التوعية واتخاذ الإمكانات الممكنة من أجل التصدي لها، ومحاوله تقليل الأضرار الناجمة عنها، ويشرع المختصون والكتاب لتشخيص التأثيرات المختلفة المصاحبة لها، والعوامل التي أدت لحدوثها ومحاوله إيجاد حلول أو مقترحات للخروج من هذه الأزمات والاستفادة من الدروس والعبر من هذه الأزمات، وتُقام العديد من الفعاليات بحضور خبراء ومتخصصين من مختلف دول العالم، لكن بعد انتهائها تتم العودة مرة أخرى لنفس السياسات والخطط السابقة، ونسيان ما تم اقتراحه من حلول لتلافي حدوث مثل هذه المشكلات مرة أخرى وكأنه لم يحدث أي شيء، ووضع كل ما تمَّ التطرق له والتأكيد عليه في أدراج مغقلة لا نعلم متى ستفتح، وكأنه حدث من الماضي ولا يمكن أن يعود مرة أخرى بمضاعفات وتاثيرات أشد وطاة وخطورة.

*****

 

توفير الخدمات ومُتطلبات الأفراد من ضروريات الحياة، وتبذل مختلف الجهات ذات العلاقة جهودًا في سبيل توفير كافة الخدمات وفق الموازنات والخطط المعتمدة، ولكن ما نلاحظه أحيانا تعدُّد الجهات ذات الاختصاص الواحد، وأحيانا ارتباط أكثر من جهة بتلك الخدمات، ونحن في عصر التقنية والتقدم التكنولوجي نتمنَّى تبسيط الإجراءات المطلوبة وحصرها في مكان واحد أو منصة إلكترونية يستطيع طالب الخدمة التقدُّم بطلبه بكل سهولة ويُسر دون بذل جهد في مراجعة أكثر من جهة، وما يصاحبه من وقت وجهد ومبالغ مالية تصرف مما أحيانا يؤدي للتأخر في إنجاز المعاملات، رغم أنَّ بعضها من المفترض أن تأخذ تلك المدة الزمنية لإنجازها؛ فهل سيتم التعلم من هذه الدروس من خلال توحيد الجهات ذات العلاقة في جهة واحدة بدلًا من تشعبُّها وتوزيعها على أكثر من جهة وإقامة منصة أو محطة واحدة تضمُّ مختلف الخدمات التي يحتاجها المواطن أو المقيم بكل سلاسة، ويتم استخدام التقنيات المتطورة من أجل التأكُّد من عدم تأخر إنجاز المعاملات وفق تسلسل معين واضح وسلس للمراجع ومقدِّم الخدمة.

*****

 

تَسعَى الكثيرُ مِن الجهات لتقديمِ مُختلف الخدمات بسهولة وسلاسة، ولكن أحيانا يتمُّ التأخر في إنجاز هذه الخدمات؛ سواء بسبب المراجع أو الجهة نفسها، ولكن احيانا نلاحظ بعض الجهات تستنفر كافة موظفيها وطاقهما عند وجود زيارة مسؤول أو ضيف لأحد مواقع خدماتها، والعمل على إظهار أن كل شيء على ما يُرام، ولا يوجد هناك أي تذمر أو ملاحظات حول الخدمات المقدمة، وهو شيء محمود، ولكن: هل هذا فقط يتم الحرص عليه عند زيارة مسؤول ما دون الاهتمام والمتابعة لحل مختلف المشاكل والملاحظات وعدم انتظار زيارة أو حفل معين يُقام من أجل تلافي أي معوقات أو سلبيات تؤثر على سير العمل، مع يقيننا التام بحرص الجميع على تسهيل الخدمة المقدمة، واستيفاء الشروط والضوابط اللازمة للحصول على تلك الخدمات.

*****

 

دَعْم المنتج الوطني ورائد العمل واجبٌ ومطلب على أي مواطن في السلطنة؛ لما له من تشجيع وتنمية للاقتصاد، وتوفير مزيد من فرص العمل، وتقليل المبالغ المحولة للخارج، وضمان تدويرها في السلطنة، ولكن هذا الدعم والتشجيع يتطلَّب مشاركة من الجميع، وعدم تحميل فقط طرف دون سواه مسؤولية عدم تشجيع المنتج الوطني؛ من خلال تسهيل الخدمات والدعم لإقامة صناعات وطنية ذات جودة وأسعار مناسبة ومحفزة، وتوفير الحماية اللازمة للمنتج والصناعة الوطنية من الإغراق للمنتجات الخارجية، أو المنافسة غير الشريفة من المنتجات الخارجية أو التجارة المستترة، وكذلك من خلال حرص رائد العمل على توفير كافه المتطلبات بأسعار مناسبة وخدمة مميزة وأيضا من قبل المواطن وحرصه على تفضيل المنتج الوطني دون سواه عند الشراء، والأسعار المناسبة من أصحاب العقار عند استئجار عقاراتهم من قبل رواد الأعمال المواطنين، وكلنا ثقه بأنَّ المنتج الوطني سيظل هو الخيار الأول لما عُرِف عنه من جودة وتميُّز، ولما أثبتته الظروف والأيام عن المجتمع العماني المعروف بالتكاتف والحرص على مساندتهم لبعضهم البعض.

 

sbkashooop@gmail.com

الأكثر قراءة