نجاح أجسام مضادة وحيدة النسيلة في القضاء على "كورونا"

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

ابتَكَر عُلماء أجسامًا مُضَادة وَحِيدة النسيلة (مُونوكلونال) يُمكنها القضاء على الفيروس التاجي في المختبر، وهي خُطوة مُبكرة لكنها واعدة في الجهود المبذولة للعثور على العلاجات والحد من انتشار الوباء.

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، قام الجسم المضاد التجريبي بتحييد الفيروس في مزارع الخلايا. في حين أن هذا في مرحلة مبكرة من عملية تطوير الدواء -قبل البحث على الحيوانات والتجارب البشرية- قد يُساعد الجسم المضاد في منع أو علاج "كوفيد 19"، والأمراض ذات الصلة في المستقبل، إما بمفرده أو في تركيبة دوائية.

وكتب بيريند جان بوس من جامعة أوتريخت في هولندا وزملاؤه في الورقة البحثية بحاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا تمَّ تأكيد النتائج في بيئة سريرية، ومدى دقة هزيمة الجسم المضاد للفيروس.

ويستهدفُ الجسم المضاد المعروف باسم "47D11" وهو البروتين الذي يشبه الأشواك الذي يمنح الفيروس شكلًا يشبه التاج، ويسمح له بدخول الخلايا البشرية.

والأجسام المضادة وحيدة النسيلة هي بروتينات تم إنشاؤها في المختبر، تُشبه الإصدارات التي تحدث بشكل طبيعي التي يرفعها الجسم لمحاربة البكتيريا والفيروسات. وهي قوية للغاية، وتستهدف موقعًا واحدًا بالضبط على جسم الفيروس.

ووفقا للمجلة، ففي هذه الحالة استخدم العلماء الفئران المعدلة وراثيًّا لإنتاج أجسام مضادة مختلفة لبروتينات الفيروس التاجي. وبعد عملية فحص لاحقة، ظهر 47D11 كإظهار نشاط معادل. بعد ذلك قام الباحثون بإعادة تهيئة هذا الجسم المضاد لإنشاء نسخة بشرية بالكامل.

وكتب العلماء الذين قاموا بهذا الابتكار: "يتم التعرف على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستهدف المواقع الضعيفة على البروتينات السطحية الفيروسية، على أنها فئة واعدة من الأدوية ضد الأمراض المعدية، وقد أظهرت فاعلية علاجية لعدد من الفيروسات".

وأثارت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بالفعل ثورة علاجية في السرطان؛ حيث أصبحت الأدوية مثل Keytruda من Merck & Co. وHerceptin من Roche Holding AG من أكثر الأدوية مبيعًا في العالم. وكلها أيضًا جزء من عائلة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

تعليق عبر الفيس بوك