ثوابتنا الراسخة

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

يحملُ جَلَالة السُّلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- على عاتقه تقديم السلطنة للعالم بطريقة حضارية كما اعتاد عليها، وبين ثنايا صدره يحملُ همَّ الإبقاء على الرفاه ورغد العيش والتميز لدى العماني، وسط أمواج تتعاقب شدتها وتزداد خطورتها بين الساعة والثانية، بل بين كل دقيقة تتلوها ويعقبها تغير في الرياح، حاملة كل دقيقة خبراً غريبًا غير معتاد هنا أو هناك.

وجاء الملف السياسي الساخن، الذي حمل اسم "صفقة القرن"، والذي أثار ردودَ فعل متباينة أغلبها صادم، ليشير بثبات للنهج الذي كان ولا يزال تتبعه السلطنة؛ حيث عبرت بالدعم "اللوجستي" لا بالكلام والشعارات البراقة عن القضية الفلسطينية، حين اطلقت طابعاً بريديًّا يحمل شعار "القدس عاصمة فلسطين"؛ تأكيدًا للموقف العربي العام المؤيد للقضية الفلسطينية، والذي يحمل صورة لقبَّة الصخرة المشرفة كما نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية، حيث جاء في حيثيات الخبر لدوافع إطلاق الطابع "بهدف التأكيد على دعم العالم العربي للقضية الفلسطينية"، بالتعاون مع اللجنة العربية الدائمة للبريد، التي تم تأسيسها بواسطة جامعة الدول العربية عام 1954.

ونقلتْ الوكالة عن الرئيس التنفيذي لبريد عمان عبدالملك بن عبدالكريم البلوشي، قوله إنَّ السلطنة تعدُّ في طليعة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، مضيفًا إن إطلاق الطابع الجديد يأتي "بمثابة رسالة موحدة للعالم، نؤكد من خلالها أن القدس عاصمة فلسطين". وأعرب البلوشي عن أمله في أن يحظى هذا الطابع بقبول المهتمين بالإرث الثقافي والتاريخي لمدينة القدس، وأن يكون بمثابة "رسالة سلام للعالم أجمع".

ثم جاء الملف العالمي المحلي الساخن على الكوكب الأرضي قاطباً، وهو ملف ما اصطلح على تسميته بـ"كورونا"؛ حيث قررت وقف شعائر إقامة صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد، وذلك ضمن جهود مكافحة الفيروس. وقالت وزارة الأوقاف الشؤون الدينية -عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "تقرر وقف شعائر صلاة وخطبة الجمعة بجميع الجوامع التابعة للوزارة؛ تحقيقًا لمقاصد الشريعة في حفظ النفس البشرية". بعد ما كانت قد أعلنت إجراءات وقائية كثيرة تتعلق بالسفر والمسافرين ومحاولات حصر المرض في الخارج، أما في الداخل فقد تمَّ تهيئة العديد من الوسائل الطبية والوقائية لتطويق المرض الذي شكل سابقة عالمية فريدة من نوعها في العصر الحديث.

وحافظتْ السلطنة على نهجها العام بعدم التدخُّل في شؤون الآخرين؛ سواء أثناء الحروب أو في حالات السلام، وبقيت تنأى بنفسها عن إلحاق الأذى بالآخرين. وفي سياق معاكس، حافظت على دورها الريادي بدعم حالات إنسانية عربية وإسلامية وعالمية دون أن تعلن وتفصح عن ذلك، لتبقى بعيدة عن الرياء والثرثرة والصخب، ليبقي التعامل الهادئ مع الأحداث الكبرى والصغرى سمة بارزة لها، كما بقيت السلطنة تعمل بصمت لتحقيق الرخاء لإنسانها في الداخل، والأمن والطمأنينة للحضارة عامة.

تعليق عبر الفيس بوك