"غرتني حزمتك يا سهيل"

 

علي بن سالم كفيتان

عنوان مقال هذا الأسبوع عبارة عن مثل دارج في محافظة ظفار يعبر فيه شخص عن رفع سقف توقعاته لشخص ما بناء على شكله وهيئته الخارجية ثم خذله مع مرور الأيام فيقول "غرتني حزمتك يا سهيل"، وسهيل الوارد اسمه في المثل قد يكون رجل حقيقي أو رمزي، وكلمة غرتني تعني "ضللتني" بينما حزمتك قد تكون محزمك، وهو في العادة بيت الرصاص الذي يردفه الرجل حول خصره.

ومع الأيام تنكشف لنا الكثير من الحزم لأخوان سهيل ممن غيروا حزمهم مع الأيام، فتارة محزم رصاص وتارة خنجر وتارة سبته فيها مسدس، لكنها كما قال راعي المثل "غرتني حزمتك يا سهيل"، فصاحبنا هذا منه الكثير في مجتمعنا، لكنّه يسقط في أول اختبار! وحسب الرواية فإنّ سهيل في أول مواجهة حقيقة للرجولة رمى بندقيته التي طالما تمنطق بها وألقى بمحزمه في الوادي، بينما قام بجمعها من كان يركض خلفه ليخبره بأن الأمور أصبحت على ما يرام، لكنه أطلق سيقانه للريح ليهرب بعيدا.

ولفت انتباهي أن هناك روايات كثيرة تسبب هذا المثل لكن جميعها تلتقي في نقطة واحدة أن ما يحمله سهيل هو غير حمله، ولذلك تجده يتنازل عنه مكرها في أول محطة ومن ثم يسوغ التبريرات ويضع المسببات فتجده يتلوها في كل محفل عله يبعد المثل عن نفسه ولكن هيهات فقد طارت الركبان بالخبر يا سهيل.

لا أدري هل من الشجاعة أن يترك سهيل حزمته غنيمة للآخرين بحجة أنّ "الشردة نص المرجلة" كما يقولون، أم تقييم صاحبنا لنفسه جعله يعرف طاقتها وقدراتها، لذلك ابتعد عن المواجهة وترك الحزمة لمن يريدها، فربما الحزمة خالية ولا داعي لإنفاق بقية العمر في حملها في حين أن الركض بدونها سيمنح أخينا سهيل المزيد من المناورة.

في الحقيقة قد يواجه الواحد منها أخوان سهيل هذا يوميا لكنّهم بكل تأكيد لا زالوا يحملون حزمهم الوهمية لأنهم لم يختبروا بعد لذلك يسود اعتقاد بأنّ فحصهم بات فرض عين ولا شك بأنّهم بدأوا يتساقطون هذه الأيام. إنّ أعقلهم رجل سلّم حزمته قبل دخول المواجهة وتنازل عنها طوعا وعندما تم فتحها وجدت عامرة فتسليم البعض خير من فقدان الكل كما قال الحكماء.

وفي الختام سأعتذر لكل شخص اسمه سهيل، فالمثل رمزي حسب قراءتي، ولا ذنب لهذا الاسم إلا أنه وقع على لسان قائله فانسحب على الجميع.