تقرير حصري لـ"فورين بوليسي" استنادا إلى وثائق "الكونجرس"

"كورونا" يهدد جهود إنهاء الحرب التجارية بين أمريكا والصين

ترجمة - رنا عبدالحكيم

كشف تقرير حصري لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أنّ الصفقة التي أبرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمليارات الدولارات مع الصين لإنهاء الحرب التجارية، ربما تكون ضحية اقتصادية أخرى لانتشار فيروس كورونا، بحسب وثائق صادرة عن الكونجرس الأمريكي حصلت عليها المجلة.

وقالت لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية بين الولايات المتحدة والصين- التي أنشأها الكونجرس قبل عقدين وعيّن فيها أعضاء من كلا الحزبين- إنّ التجارة المتعثرة والطلب المنخفض من المستهلكين في الصين نتيجة لتفشي الفيروس "يزيد من احتمال تعطيل تنفيذ الصفقة" مما يؤدي إلى تقويض الجهود لإنهاء حرب تجارية لمدة عامين مع بكين بدأها ترامب في 2018.

وأصرّ المسؤولون في واشنطن وبكين على أنّ ما يُسمى بالمرحلة الأولى من الصفقة، التي تدعو الصين إلى شراء منتجات طاقة ومنتجات زراعية أمريكية بقيمة 200 مليار دولار، من المقرر أن تمضي قدمًا كما هو مخطط لها، حتى عندما أطلق الرئيس نفسه وابلا من الاتهامات على بكين، فيما تسبب تفشي الفيروس في وفاة أكثر من 40 ألف أمريكي.

ومع ذلك، يمكن للصين التذرّع ببند في الاتفاقية يسمح بإجراء مشاورات تجارية جديدة بين البلدين "في حالة وقوع كارثة طبيعية أو حدث آخر غير متوقع" يؤجل قدرة أي من الطرفين على التحقق من تلبية البنود.

ويقدم تقرير اللجنة مجموعة كبيرة من البيانات والإحصاءات المثيرة للقلق التي تشير إلى الصعوبات الاقتصادية طويلة الأجل للصين، وآثار مؤلمة على بقية الاقتصاد العالمي.

وعلى الرغم من الحرب التجارية، لا تزال الصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة؛ حيث استحوذت على ما يقرب من 740 مليار دولار في التجارة عام 2018 وحده، مما يعني أنّ الصعوبات الاقتصادية للصين من المرجح أن يتردد صداها عبر الاقتصاد الأمريكي.

ويقول التقرير: "لأنّ الصين هي مركز صناعي عالمي، فقد تسببت اضطرابات سلسلة التوريد المحلية التي أثارها كوفيد-19 في حدوث صدمات في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي وألقت بخطر كبير على الاعتماد على الصين كمصدر للسلع الوسيطة والنهائية".

وانخفض إنفاق المستهلكين الصينيين، وهو أحد ركائز اقتصاد البلاد، بأكثر من 20% في الشهرين الأولين من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. وتسبب نقص العمالة في انخفاض الإنتاج مما يشير إلى "انكماش التصنيع في فبراير 2020 لأقل من أدنى رقم مُسجل منذ الأزمة المالية لعام 2008 " كما يقول التقرير. ويضيف التقرير أنّ الإنتاج الصناعي في الصين انخفض بنسبة 13.5% على أساس سنوي وهو "أكبر انكماش مسجل".

ويحذر التقرير من أنّ تداعيات الفيروس التاجي يمكن أن تسبب انقسامات سياسية أعمق بين الولايات المتحدة والصين؛ حيث أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية تحذيرات متكررة للحلفاء بشأن الاستثمار في مبادرة الحزام والطريق في بكين والبنية التحتية الرقمية التي بنتها شركة هواوي، والتي يمكن أن ترك الحلفاء عرضة للتطفل الصيني.

ويقول التقرير إنّ الصين تتراجع عن "سياسة التدخل الحكومي" لتحفيز النمو الاقتصادي في الصناعات الرئيسية؛ حيث سجلت الإحصائيات المدعومة من الحكومة انخفاضًا بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال الربع الأول. ولخفض تكاليف استردادها، قال المسؤولون الصينيون إنهم يستهدفون مشاريع "البنية التحتية الجديدة"، مثل توسيع شبكات الجيل الخامس التي أثارت تحذيرات داخل إدارة ترامب. وتفاخر ترامب بجهود إدارته لخفض العجز التجاري الأمريكي مع الصين في الأسابيع التي تلت توقيع الاتفاق. لكن تقرير اللجنة قال إنّ الفيروس التاجي يمكن أن يلقي بظلاله على تلك الخطط، مع تراجع تسجيل الطلاب الصينيين في برامج الدرجات الأمريكية، والذي من المرجح أن يؤدي إلى خفض 15 مليار دولار في صادرات قطاع الخدمات الأمريكي المقدم إلى الصين.

تعليق عبر الفيس بوك