الرؤية - مدرين المكتومية

أكّد عبدالله بن سعيد الشعيلي رئيس القطاع المرئي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أنّ تلفزيون سلطنة عمان أكمل تحضيراته واستعداداته، لانطلاقة الدورة البرامجية لشهر رمضان المبارك لهذا العام 1441هـ، عبر باقة متنوعة من البرامج والمسلسلات والأعمال المرئية الدينية والثقافية والاجتماعية والتاريخية، التي تجتمع على مائدة رمضان المبارك لتجسّد الرسالة الإعلامية الوطنية الرصينة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

وقال الشعيلي في تصريحات لوسائل الإعلام إنّ الدورة الرمضانية تستهدف إشباع ذائقة المشاهد، كون المجتمع العماني شريكاً أساسياً في عملة التطوير والتحسين الدائم، وبما يؤصل حقيقة الارتباط الوثيق بين منتج تلفزيون سلطنة عمان وقيم المجتمع العماني، وهويته ونسيجه ومدخره الحضاري، في ظل الرعاية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-.

وأضاف الشعيلي أنّ الهيئة حرصت- عند تنفيذ الخطة البرامجية- في ضوء المتغيرات والمستجدات الطارئة عالمياً ومحلياً، على تحقيق التوازن المطلوب والمحسوب في ذات الوقت، الذي لا بد منه في مثل الظروف الراهنة المتصلة بوباء كورونا "كوفيد 19"، والانخفاض الحاد في أسعار النفط وما يرافقهما من إجراءات وتدابير وطنية متخذة في سبيل التعامل مع هذين المتغيرين اللذين هما في الواقع حالة عالمية تأثرت بها السلطنة كغيرها من الدول، حيث أطلقت الهيئة دورة برامجية رشيقة مناسبة ومستجيبة ومتأقلمة مع الظرف الراهن وإجراءاته المصاحبة.

وأبرز الشعيلي جانبا من تفاصيل هذه الدورة، منها برنامج "سؤال أهل الذكر" وهو برنامج إفتاء مباشر يجيب فيه سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة عن أسئلة واستفسارات الجمهور الفقهية والحياتية، كما يناقش البرنامج عددًا من الموضوعات المعاصرة التي تهم المجتمع المسلم في حياته.

إلى جانب برنامج المسابقات "الباب"؛ وهو برنامج ثقافي تمتزج فيه المعلومة بين التاريخ العريق والحاضر الزاهر، ويركّز في مضمونه على الثقافة العُمانية والتراث والمعلومات العامة، ويكون في شكل مسابقة عن طريق الاتصالات، الذي عادة ما ينتظرها المشاهد في جو رمضاني تفاعلي يقدم المعلومة والثقافة، ويسامر الناس في أجواء رمضانية مفيدة وممتعة داخل بيوتهم. ويتضمن البرنامج مجموعة من الجوائز. وأكد أنّ مثل هذه البرامج تمول نفسها بنفسها، خاصة في مثل هذه الظروف التي تتخذ من مطلب ترشيد الإنفاق عنوانا وطنيا، مشيرا إلى أنّ البرنامج يشكل محطة مشاهدة مهمة على الخريطة الرمضانية. وبيّن أنّ هذا البرنامج سيعتمد على خاصية "الاتصال" والتواصل عن بُعد، وليس الحضور إلى الأستوديو بالنسبة للمتسابقين، نتيجة الظروف المتصلة بمرض كورونا، وتنفيذاً لقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورنا كوفيد 19، في هذا الشأن، موضحا أنّ البرنامج من تقديم عبدالله السباح وإخراج طارق باعمر.

برامج منوعة

وذكر الشعيلي أنّ الدورة تتضمن برنامج المسابقات للأطفال "المصباح"؛ وهو برنامج مسابقات على شكل حكايات يومية ذات معاني ورسائل هادفة للأطفال، من الفقرات والأسئلة والجوائز عبر التواصل المرئي مع الأطفال المشاهدين، والبرنامج من تقديم حوراء اللواتية ويزيد البلوشي وإخراج بدر المعشري.

وبرنامج "معا لسلامتكم" وهو برنامج توعوي يتابع يوميا مستجدات فيروس كورونا "كوفيد-19" في السلطنة من حيث الإصابات وحالات التعافي والتوعية المجتمعية التي تحد من انتشار الفيروس، والإجراءات الوطنية المتبعة. أمّا برنامج "البوصلة" فهو برنامج يستعرض جوانب مختلفة من التاريخ العماني من خلال الخرائط الجغرافية التاريخية التي ورد فيها ذكر الوطن الغالي عمان، وربطها بالأحداث التاريخية خلال الحقب الزمنية التي تتناولها تلك الخرائط مظهرة عمق الحضارة العمانية العظيمة في التاريخ الإنساني. ومن البرامج المميزة هذا العام برنامج "حارات" وهو برنامج يطوف بين أروقة أحد أبرز معالم التراث العماني وهي الحارات العمانية التي شكلت نظام حياة للمجتمع في الفترات الماضية مضيئا على تصميمها العمراني وهندسة بنائها وأسس تعميرها، وأدوارها الحضارية.

وقال الشعيلي إنّ المسلسل الكرتوني "تو واصل" يتواصل هذا العام في جزئه الرابع، الذي يطرح موضوعات اجتماعية وحياتية متعددة بحس فكاهي، بجانب المسلسل الكرتوني "قنديل الحكايات" الذي يحكي قصص التراث والحكمة العربيتين في إطار درامي مشوق، ويقدم شخصيات عربية أثّرت في التاريخ العربي والنهضة العربية وتأثرت بها الدول العربية. ويستعرض المسلسل بعض من العظماء والعلماء والأدباء والأطباء الذين أثروا بالإيجاب في البشرية وأسهموا بشكل كبير في التطوّر البشري الذي نعيشه في يومنا هذا. والمسلسل الكرتوني "يوسف الصديق" في جزئه الثاني، الذي يتناول قصة النبي يوسف عليه الصلاة والسلام.

المسلسلات الدرامية

وبيّن الشعيلي أنّ الدورة البرامجية خلال رمضان تتضمن مجموعة من الأعمال الدرامية الخليجية والعربية كالمسلسل الخليجي "شغف" والذي يتناول مجموعة من القضايا الاجتماعية التي تقع في أوساط المجتمع الخليجي لأول مرة، وذلك في إطار درامي مُتصل، كما يتناول بعض القصص الرومانسية المرتبطة بأحداث المسلسل، والمسلسل البدوي "الخوابي" والذي يحكي قصةَ الريف الفلسطيني مطلع القرن الماضي، وذلك بخيوط درامية تتقاسم بين الحب والسطوة والحياة البسيطة؛ حيث تمّ تصويره في شمالِ الأردن وسط أجواء خلابة. إلى جانب المسلسل السوري "البروكار"، والذي تدور أحداث المسلسل فيه بحسب مؤلفه، خلال عام 1942 إبّان الاحتلال الفرنسي لسوريا، ويتحدث عن محاولة أحد المهندسين الفرنسيين سرقة أسرار صناعة البروكار (وهو أحد أنواع القماش الدمشقي)، ودور المرأة السورية في مواجهة الاحتلال، إضافة إلى قصص مشوقة تتعلق بجريمة قتل تقع في الحارة وما ينتج عن ذلك من أحداث.

وفي ختام اللقاء الإعلامي قال الشعيلي: "أتشرّف بأن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة الجهود الشبابية العمانية القائمة على هذه الأعمال من مختلف قطاعات الهيئة، والمتابعة التي تتلقاها من معالي الدكتور رئيس الهيئة وجميع المسؤولين في الهيئة خدمة لهذا الوطن العظيم عمان وأهله الأوفياء في ظل الرعاية السامية الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- سائلين الله العلي القدير أن يحفظه لعمان الأبية وأمتها الماجدة، وأن يحفظ هذا البلد الأمين في عزة وسلام ورخاء، وكل عام والجميع بخير".

الإنتاج الدرامي

وعن خلو الدورة الرمضانية هذه السنة من أي أعمال درامية محلية، أوضح سلطان بن خالد العيسري رئيس قطاع الإنتاج الدرامي أنّ الإنتاج الدرامي كغيره من المجالات تأثر بسبب الظروف المالية الراهنة، مشيرا إلى أنّ الهيئة كانت تحضر لإنتاج عملين دراميين اثنين، أحدهما عن السيد سعيد بن سلطان، وهو عمل وطني ضخم يوثق تلك الفترة الزمنية من تاريخ عمان ورحلة السفينة سلطانة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الأحداث التي تم توثيقها في كل من مسقط وزنجبار إبّان تلك الفترة، بينما العمل الآخر فيسرد ملاحم "النهضة العمانية الحديثة" بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- على امتداد 5 عقود. وأضاف أنّ هذين العملين كانا جاهزين لبدء التنفيذ، إلا أنّه تقرر إرجاء تنفيذهما نتيجة الأوضاع المالية التي تمر بها السلطنة في هذه الفترة؛ حيث إنّهما ضخمان ومكلفان، لكنّهما جاهزان للتنفيذ متى ما سمحت الظروف لإنتاجهما.

ولم تغفل الدورة البرامج الاهتمام بالمرأة من خلال تخصيص برنامج "المطبخ العربي" وهو برنامج يحتوي على أهم الوصفات العربية المعروفة منها اللبنانية والشامية والخليجية المصرية وغيرها، إضافة إلى أهم وصفات أطباق السلطات العربية الشهيرة، والأطباق الرئيسية مع قائمة من أطباق الحساء الشهيرة والهامة والصحية إلى جانب حلويات شرقية شهيرة من جميع أنحاء العالم العربي. والبرنامج الصحي (ترياق ج2) إلى جانب مجموعة من البرامج الأخرى كبرنامج (أعلام الشعر العربي) وهو برنامج أدبي ثقافي يتناول في كل حلقة أحد الشعراء العرب ويبرز سيرة حياته وتميزه في الشعر من خلال لقاءات مع المختصين في الأدب العربي والنص المكتوب المصاحب، وأيضا برنامج (خالدون في الذاكرة) والذي يطرح شخصيات من أبرز المفكرين العلماء والأطباء في العالم الإسلامي والعربي ويسلط الضوء على إنجازاتهم والأعمال التي قاموا بها مصحوبا بالجرافيكس والرسوم التعريفية، كما ستضم الدورة أيضا برنامج (رحلة المخطوط العربي) وهو عبارة عن سلسلة من الحلقات التي تحكي عن المخطوط وما يحتويه وأساليب توثيقه وكتابته وما يحتويه من معارف ومعلومات والأدوات التي تستخدم في كتابته ومن اشتغل فيه وبرز في كل مخطوط من حقبة زمنية إلى أخرى؛ معززا تلك المعلومات بالجرافيكس والرسم الرقمي والمؤثرات البصرية.

كما تضم الدورة البرامجية أيضا برنامج (مدن من نور) وهو برنامج منوع يتناول دخول الإسلام الدول والعواصم وانتشاره وتأثيره على هذه الدول دينيا وأخلاقيا وعمرانيا، ونتجول في رحلة سياحية لنتعرف على هذا البلد وعن جماله عن قرب، إلى جانب برنامج (عشاق السفر) الذي يزور فيه الرحالة الأسطوري الدكتور كايل أودونل أكثر من بلد، ويلقي الضوء العميق على التجربة الثقافية لكل بلد. ويغوص عميقا في تاريخ كل بلد ولغتها ويستكشف جغرافيتها المميزة، كل ذلك في إطار من المغامرة والتشويق تجعل المشاهد يعيش تجربة السياحة الثقافية بكل زخمها، وأيضا برنامج (أجمل 80 جزيرة في العالم) وهو برنامج يكتشف بقاع رائعة من الأرض محاطة بالبحر وتحتضنها الرياح الناعمة والمد والجزر.