"جارديان": ترامب يمارس "الألاعيب" بإلقاء اللوم على الصين في تفشي "كورونا"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

اعتبرت صحيفة ذا جارديان البريطانية أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمارس "لعبة خطرة" عندما يوجه اللوم على الصين في تفشي فيروس كورونا المستجد.

ووصف الكاتب سيمون تيسدال، في مقال له بالصحيفة، ترامب، بأنه مندوب المبيعات الفاشل ورجل الألعاب البهلوانية، مشيرًا إلى أنَّ كوفيد-19 أثبت أنه "ملك الفاشلين".

ويرى الكاتب أن مثل هذه الأوصاف ملائمة لرجل زعم الأسبوع الماضي أنه يمارس "السلطة الكاملة" على الولايات المتحدة، في حين رد عليه أندرو كومو، حاكم نيويورك- الذي يفهم معنى القيادة- أن الولايات المتحدة ليست على النظام الملكي.

واعتبر الكاتب ترامب "ديكتاتورا" بالغريزة أكثر منه ديمقراطيا، فبمجرد إلقاء نظرة على تهديده الأخير بإغلاق الكونجرس، وحماسه لقمع إقبال الناخبين من الأقليات، يشير إلى ما يمكنه القيام به في أي وقت.

فقد قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، الشهر الماضي إن "إنكار الرئيس في البداية كان قاتلا". وأضافت "كلما يعبث الرئيس، يموت الناس". وكررت التهمة الأسبوع الماضي، مدعية أن ترامب لا يزال يتسبب في "وفيات وكارثة غير ضرورية".

والنتيجة، حتى الآن، أكثر من 700000 حالة إصابة ومايزيد عن 39 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة، فهل من العدل إلقاء اللوم عليه شخصياً في كل حالة وفاة يمكن منعها؟ الإجابة: لا، لكنهم وقعوا جميعًا خلال فترة رئاسته. فمهمته هي البحث عن مصلحة الشعب الأمريكي. وهو المسؤول في نهاية المطاف.

ولم يكن الدافع الأساسي لترامب في إصدار "المبادئ التوجيهية" الأسبوع الماضي لتخفيف الإغلاق هو الاهتمام برفاهية المواطنين، لكن كان الأمر متعلقا بإحياء الاقتصاد ودعم فرص إعادة انتخابه.

وبالمثل، يتسبب ترامب- الذي كانت الولايات المتحدة تتطلع لقيادته- في تعريض العالم للخطر. فقد ارتكبت منظمة الصحة العالمية ضعيفة الموارد وتحت ضغط كبير أخطاءً خلال هذا الوباء، لكنها تحتفظ بدور حيوي في تنسيق الاستجابة العالمية، لكن ترامب أساء لها بشكل غير عادل.

إنَّ البلدان النامية، التي قد تكون الأكثر تضرراً من الناحيتين الإنسانية والاقتصادية، بحاجة إلى المساعدة التي يمكنها الحصول عليها، في حين لم يستطع ترامب الاهتمام بها، كما إن تعليقه غير المبرر لتمويل منظمة الصحة العالمية يهدد أرواح الناس في العالم. فمن المؤسف أنه سيتسبب في موت المزيد من البشر.

وعندما أراد ترامب البحث عن "كبش فداء"، اختار الصين، فبكين، التي حلت محل إيران، باتت البُعبع الذي لا غنى عنه، وهذا أمر خطير، إذ يخاطر ترامب بتحويل علاقة متوترة أصلاً مع الصين إلى حرب باردة ثانية.

لقد أثار ترامب المخاطر مرة أخرى الأسبوع الماضي، مدعيًا أنَّ الصين تعمدت التقليل من أرقام وفيات الفيروس، وعزز مصداقية "نظرية المؤامرة"، التي تمَّ الكشف عنها بالفعل من قبل البنتاجون، وقال إن مختبر أسلحة التكنولوجيا الحيوية في ووهان تسبب في تفشي المرض.

وحتى "القاعدة الشعبية" المحبة لترامب يمكنها بالتأكيد رؤية ما يجري؛ حيث أهدر "بطلهم" وقتًا طويلاً، ويُحاول الآن، كالمعتاد، تجنب المسؤولية عن طريق توجيه اللوم للآخرين، وغالبًا ما يُفضل ترامب الأجانب والحزب الشيوعي الصيني ليكون هدفه السهل في توجيه اللوم أو الاتهام.

ويخطط ترامب لاستخدام هذا الاتهام الجاهز المناهض للصين لسحق منافسه الرئاسي الديمقراطي جو بايدن، إذ يزعم ترامب على الإنترنت أن "بايدن يقف مع الصين بينما تشل الصين أمريكا".

وبحسب المحلل جوناثان سوان "كان مساعدو ترامب يخططون منذ فترة طويلة لتصنيف بايدن على أنه "ضعيف" مع الصين، لكن جائحة الفيروس التاجي ... أثارت غضبًا عامًا تجاه بكين وجعلت الهجوم أكثر صدى على صناديق الاقتراع".

ويعتزم ترامب أيضًا تسليط الضوء على المعاملات التجارية مع الصين مع هانتر بايدن، نجل جو بايدن، في تكرار لما حدث في أزمته الزائفة مع أوكرانيا.

ويرى الكاتب أن عدم قدرة ترامب باستمرار على إظهار قيادة كفوءة وعقلانية في الداخل والخارج تقوض سمعة أمريكا في جميع أنحاء العالم، فمثلا أثار قراره الخاص بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية ردة فعل عنيفة من قبل حلفاء مجموعة السبع والأمم المتحدة، الذين أكدوا بوضوح الحاجة إلى التضامن المتعدد الأطراف.

ويشدد الكاتب في نهاية المقال على أن ألاعيب ترامب المتهورة ومكائده السياسية لا تقتل فقط الأمريكيين وتقلص النفوذ الأمريكي في الخارج، لكنها أيضًا تكثف العداء المتبادل الذي يخاطر بقتل أي فرصة لتعاون أكبر قوتين في العالم- أمريكا والصين- بشكل معقول للقضاء على هذه الأوبئة المستقبلية، من خلال دعم تحقيق دولي ضروري ومستقل في الخطأ الذي حدث وتسبب في تفشي المرض. وهذا بدوره يبشر بالخير للتعاون الثنائي الحيوي بشأن أزمة المناخ والتحديات العالمية الملحة الأخرى مثل تخفيف عبء الديون.

ويختتم الكاتب قائلاً: "إن العالم لا يستطيع تحمل أربع سنوات أخرى من الفوضى والمذابح على يد ترامب، فالتصويت ضده في نوفمبر المقبل هو الحل الأفضل"، ويطرح الكاتب سؤالاً حول إذا ما حاول ترامب- خوفاً من الخسارة وسط الفوضى المستمرة- تأجيل الانتخابات؟ لكن دون الإجابة عنه.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة