قراءة نقدية في رواية "قلوب من ورق"

 

أحمد المعولي

 

 

تكمن إشكالية القراءة النقدية للنص في تسليط الضوء على مالم يتناوله في النص، وذلك من خلال مايطلق علية المعنى وأركانه الثلاثة :-المؤلف والنص والقارئ.

ورواية قلوب من ورق لإبراهيم السيابي هي رواية آرستقراطية بالدرجة الأولى وتقع في أربعمائة وسبع وأربعون صفحة، وتبدأ برحلة بطل الرواية ابوالوليد إلى ألمانيا لعلاج والدته وهو رجل أربعيني يملك شركة للبناء والتعمير، وسمعة طيبة في السوق والمجتمع، يحيط به مجموعة من رفقائه الثقة (عدنان، د.خالد، ابوخليفة )يتقاسم معهم هموم الحياة، والعلاقات بين الأهل والأصحاب، ويضع السارد متلقيه المفترض مباشرة أمام الأجواء المصاحبة للأحداث، عندما يضطر ابوالوليد أن يترك جميع التزاماته، ويغادر إلى ألمانيا لعلاج والدته المريضة، تاركا خلفه مشاريعه العملاقة مع نائبه ابوخليفة.

رحلة العلاج لألمانيا كانت مسرحا للمكان الأول في الرواية بمجموعة من الأحداث ترويها القصة بكثير من التشويق عندما يتعرف ابوالوليد على شهامة المرأة المطلقة المرافقة لوالدها المريض في ألمانيا خلاف السائد والمعتاد.

ويعد هذا النص امتدادا تفصيليا لما قبله من نصوص إجتماعية، وهو يشير بوضوح إلى الصورة المنتزعة من صميم الواقع والمكان يتخذ دلالته الإجتماعية من خلال الأفعال وتشابك العلاقات بين مجموعة من العائلات مما يعطي النص سردية خاصة.

وعند عودة ابوالوليد للوطن يبدأ الحدث الآخر في الرواية وهو الأهم عندما يطلب أفراد المجتمع من ابوالوليد أن يرشح نفسه لعضوية البرلمان، وهنا يتعرف القارئ على الصراع الأزلي بين الخير والشر بين ابوالوليد وبين أبوراشد رجل الأعمال صاحب النفوذ والمال الذي يقرر هو الآخر أن يخوض الانتخابات البرلمانية ليجد نفسه ندا مع رجل المجتمع المعروف ابوالوليد.

عبر هذه الثنائية تتفرع الرواية بما فيها من تصادم فكري وثقافي موضوعا وثيمة.

هذا الإختلاف والتنافس بين ابوالوليد وابوراشدهوالذي يحرك الرواية من حيث الشكل والمضمون، ويعتبر الحجر الأساس في حلقات متداخلة تجعل المتلقي يكتشف إنه يسير وسط رحلة عميقة مع هموم الناس ومتاعبهم الأساسية، بمجموعة من الحيل الفنية تبقيه رهن الدهشة.

والرواية مليئة بالمفأجات تقدم في نهايتها باب الإحتمالات على مصراعية أمام القارئ وهي حبلى بالتحولات والمنعطفات عبر تقنية النهاية المفتوحة، وعدم قول كل شيء بسريانية غرائبية لترسم صورة السارد على أديم نصه في منتهى القتامة والقسوة عندما ترفض الحياة الإنسان بما فيه من الثوابت والقيم في شخص بطل الرواية ابوالوليد، لنجد إن الرغبة في مقصد الرواي تتعاضد مع نهاية الحدث.

تعليق عبر الفيس بوك