◄ الحارثي: الصندوق يستعد لمرحلة جديدة من الأنشطة الاستثمارية داخل وخارج السلطنة
◄ التوسع في استثمارات الصندوق ترجمة للرؤية السامية لجلالة السلطان بزيادة الابتكارات
الرؤية - فايزة الكلبانية
تقدَّمتْ السَّلطنة إلى المَرتبة الرَّابعة إقليميُّا في نشاط الاستثمار الجريء للشركات التقنية الناشئة؛ وذلك وفقًا لتصنيف مركز "مجنت" لتقارير الاستثمارات الجريئة للربع الأول من العام الجاري، بحسب ما أعلن المهندس يوسف بن علي الحارثي الرئيس التنفيذي للصندوق.

وقال الحارثي -في تصريح خاص لـ"الرؤية"- إنَّ السلطنة حصلتْ على هذا التصنيف بفضل تقدم الصندوق على كافة الصناديق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في نشاط الاستثمار الجريء للشركات التقنية الناشئة. وأكد الحارثي أنَّ هذا التصنيف الجديد يُترجم جهود الصندوق للاستثمار في الشركات التكنولوجية القائمة على الابتكار، والقادرة على التوسُّع في الأسواق الإقليمية، كنقطة للانطلاق نحو العالمية.
وأكَّد الحارثي أنَّ الصندوق يُركِّز على خطط عمل تستهدف عددًا من المبادرات؛ منها: ابتعاث شباب في ما لا يقل عن 40 شركة عمانية إلى عدة دول لاكتشاف الأسواق الكبيرة، والاستفادة من تجاربها في المجالات التقنية، مشيرا إلى أنَّ من بين هذه الدول: أيرلندا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والبرتغال. وأوضح الحارثي أن الصندوق ينفذ برنامجا لتشجيع الشباب الدارسين في الخارج لإنشاء شركات تقنية ناشئة، وقام الصندوق بالاستثمار في هذا الجانب؛ من خلال تنظيم برنامج للطلاب العُمانيين الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإشراكهم في برنامج تدريبي في "وادي السليكون" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وربطهم بعدد من المؤسسات المرموقة هناك من شركات ناشئة وصناديق استثمر فيها الصندوق العُماني. وتابع القول: إنَّ الصندوق العماني للتكنولوجيا نفَّذ هذا البرنامج الموجَّه للطلاب العمانيين الدارسين في أمريكا بالتعاون مع اللجنة الوطنية للشباب؛ بهدف التشجيع على إنشاء الشركات العمانية التقنية في أسواق كبيرة، وتسهيل دخولها إلى الأسواق العالمية. وكشف الحارثي عن جهود الصندوق في الوقت الراهن لتنفيذ برنامج مماثل مع الطلاب العمانيين الدارسين في بريطانيا؛ وذلك بالتعاون مع الملحقية الثقافية العمانية في لندن.
وأوضح الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للتكنولوجيا، أنَّ الصندوق ينفِّذ أيضا برنامج "التبادل الدولي"، وتمَّ من خلال هذا البرنامج توقيع اتفاقيات مع سنغافورة وكوريا وأيرلندا وبريطانيا وأمريكا والمجر؛ بهدف تسهيل دخول الشركات العمانية الناشئة القائمة على الابتكار والتقنية إلى الأسواق العالمية. وأردف قائلا: إنَّ الصندوق يعمل على تقديم التسهيلات للشركات الدولية القادمة من هذه الدول وتسعى لدخول المنطقة من خلال السلطنة؛ في مسعى لجذب شركات ذات عائد في مجال نقل التكنولوجيا، وإيجاد فرص عمل نوعية للشباب العماني.
وأكَّد الحارثي أنَّ الصندوق يسعى من خلال هذه البرامج الثلاثة إلى ترجمة توجهات العمل الحالية للصندوق للانطلاق بالشركات العمانية التقنية القائمة على الابتكار نحو الأسواق الإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن باكورة نجاح عمل استثمارات الصندوق العماني للتكنولوجيا تتمثل في شركة "المشرف الإلكتروني"، وهي إحدى الشركات التقنية العمانية التي استطاعت التوسُّع خارج السلطنة، وتعمل حاليا في أكثر من دولة خليجية، انطلاقا من الكويت ودول خليجية أخرى. وشدد على أن تركيز عمل الصندوق في 2020 يتمثل في الانطلاق بهذه الشركات التقنية نحو الأسواق الخارجية، إلى جانب مواصلة الاستثمار بالتعاون مع القطاعات المختلفة.
وأفصح الحارثي عن تعاون بين الصندوق ووزارة الزراعة والثروة السمكية في 16 استثمارا في مجالات الزراعه وتقنية الغذاء، إلى جانب تعاون آخر بين الصندوق ومجموعة "أسياد" في مجالات النقل واللوجستيات، وتتمثل في محاولة تمكين 12 استثمارا للصندوق في القطاع اللوجستي. وقال إنه تم مؤخرا إطلاق منصة "النقل السريع" وهي نتاج للتعاون مع مجموعة "أسياد"، وتبنيها لأحد استثمارات الصندوق.

وأشار الحارثي إلى تعاون آخر بين الصندوق وقطاع التعليم بعدد 9 استثمارات في تقنيات التعليم، وكذلك تعاون بين الصندوق والقطاع الصحي في تقنيات الرعاية الصحية؛ حيث بلغت استثمارات الصندوق في هذا القطاع 9 مشاريع. وزاد قائلا: إن هناك تعاونا بين الصندوق والهيئة العامة لسوق المال لاستثمارات في التقنيات المالية، وتم إطلاق 5 منصات تقدم حلولا مبتكرة في مجال التقنيات المالية؛ مثل: التأمين.
وأضاف الحارثي إنَّ الصندوق نجح في العمل على جذب عدد من الاستثمارات الخارجية من خلال صناديق الاستثمار الإقليمية لتساعد في عملية التوسع الخارجي؛ وذلك بالتعاون مع الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات "إثراء".
وقال إنَّ الصندوق يتعاون كذلك مع غرفة تجارة وصناعة عُمان لتنفيذ برنامج نشر الابتكار من خلال مبادرة "عُمان تبتكر"، والتي جابت عددا من المحافظات، ومن المقرر التوسع في هذه المبادرة لتضم محافظات جديدة خلال العام الجاري؛ بهدف نشر ثقافة الابتكار وفتح المجال أمام التنمية المحلية؛ من خلال عقد العديد من الورش في المناطق والاستثمار في المشاريع الابتكارية بمختلف ولايات السلطنة.
وشدَّد الحارثي على أنَّ كل هذه الجهود والمبادرات تنطلق من التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي وجَّه بها جلالته في خطابه السامي الذي حدد معالم المرحلة المقبلة، والتأكيد على أهمية التقنية والابتكار كأحد أبرز ركائز التنويع الاقتصادي، وتعزيز تنافسية الاقتصادي الوطني، تعمل من خلاله الشركات العمانية على توظيف التقنيات الحديثة والاستفادة من البيانات كمحرك أساسي في عملياتها التجارية والتشغيلية.
