ضعف تأهيل الكوادر ونقص الإمدادات بصدارة الأسباب

شكوك طبية حول دقة اختبارات "كورونا" في نيويورك.. والإصابات "أعلى بكثير" من المُعلن

◄ تصوير الصدر بالأشعة السينية والمقطعية يسهم في اكتشاف العدوى بالرئتين

ترجمة - رنا عبدالحكيم

نقلتْ وكالة بلومبرج الإخبارية عن أطباء قولهم إنَّ النتائج السلبية الكاذبة من اختبارات الفيروسات التاجية في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، باتت "مصدر قلق متزايد"؛ حيث يظهر عدد مفاجئ من الأشخاص بأعراض واضحة، وعند إجراء الاختبار يتضح عدم إصابتهم بالمرض.

وقالت الوكالة إنه وفي حين لا يزال من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الانتشار الحقيقي لهذه النتائج السلبية الكاذبة، يتفق الخبراء على أن المعضلة كبيرة؛ فالاختبارات السلبيات الكاذبة لا تعرقل تشخيص المرض لدى المرضى الأفراد وفهمها فهما دقيقًا لمدى انتشاره فحسب، بل إنها تخاطر أيضًا بالمرضى الذين يعتقدون أنهم ليسوا مرضى مما يتسبب في زيادة انتشار الفيروس.

ووصف بعض الأطباء المواقف التي يظهر فيها المرضى بأعراض واضحة مثل السعال والحمى، لكن نتيجة اختبارهم سلبية، ثم ظهور نتيجة إيجابية لاحقًا، بأنها مشكلة خاصة في نيويورك وحدها؛ حيث من المحتمل أن يكون المرض قد أصاب أكثر بكثير من 174000 شخص تم تأكيدهم من خلال اختبارات محدودة. وفي مركز جاكوبي الطبي في برونكس، يقول الطبيب جيريمي سبيرلينج إنَّ ما يُسمى بالفحوصات السلبية الكاذبة أصبحت الآن شائعة في غرفة الطوارئ. وأضاف سبيرلنج -وهو رئيس قسم طب الطوارئ في المستشفى: "إذا كان المريض يعاني من أعراض تقليدية، لكن الاختبارات كانت سلبية، فلا يزال يعاني من كورونا". وأضاف: "لا يوجد مرض آخر بنفس الأعراض يمكن أن يكون في مدينة نيويورك في عام 2020".

وتنشأ المخاوف بشأن الاختبارات السلبيات الكاذبة من مزيج من العوامل، يُمكن أن يكون بسبب إنشاء اختبارات بسرعة من عشرات المختبرات والمصنعين التي لم يتم فحصها على نطاق واسع من قبل الهيئات الصحية الفيدرالية، علاوة على نقص الإمدادات والمواد اللازمة للاختبارات التي قد تؤثر على النتائج، فضلا عن أوقات الحضانة الطويلة للعدوى، والتحدي المتمثل في الحصول على عينة مناسبة من المريض.

وتعتمد معظم الاختبارات على مسحة أنفية تخترق أعماق البلعوم والغشاء المخاطي خلف الأنف والفم. وحتى بالنسبة للعاملين الصحيين المدربين، قد يكون الأمر صعبًا، فهو إجراء جراحي غالبًا ما يتسبب في تشنج المرضى. وفي ظل نقص أعداد الموظفين المنوط بهم إجراء مثل هذا الاختبار الواسع الانتشار، ففي كثير من الحالات، لا يتم تدريب الأشخاص عادةً على القيام بذلك.

وفي بعض الحالات، وبسبب عدم وجود اختبارات أو عدم الثقة في النتائج، لجأ الأطباء إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية أو الأشعة المقطعية لتشخيص المرضى من خلال البحث عن علامات العدوى في الرئتين.

وبحسب "بلومبرج"؛ فمن غير المعروف متى أفضل وقت يمن إجراء الاختبار للمصاب. فبالنسبة للإنفلونزا -على سبيل المثال- تكون الاختبارات فعالة عندما يظهر على الشخص أعراض مبكرة لأن الفيروس لديه فترة حضانة قصيرة.

وتقول كاثرين كلابيريش مديرة مركز التشخيص الدقيق بجامعة بوسطن الأمريكية، إن "كوفيد 19" يبدو أن لديه فترة حضانة أطول بكثير، وثمة ندرة في البيانات حول الوقت الذي يكون فيه الاختبار في الغالب إيجابيًّا.

تعليق عبر الفيس بوك