رياضتنا والعالمية

 

سلطان بن سليمان العبري

Sultan12444@gmail.com

يُصيبني الضَّجر والحزن والأسى حين أزور دولا عربية وعالمية، وأصادق بعضا من ناسها، وحين أحدثهم عن بلدي الحبيبة عمان وعن الرياضة فيها، فأجدهم يعرفون الكثير عن الكرة العربية، خصوصا بمنطقة الخليج العربي، وبعضهم تجتهد كثيرًا لتجعله يفرِّق بين عماننا الحبيبة وعمَّان عاصمة الأردن!

فقد باتت فرق الهلال والاتحاد والأهلي والنصر معروفة حتى بأهازيجها، لبعض الجمهور العالمي، خاصة جمهور النصر العالمي والهلال، بعد انتشار فيديوهات التشجيع والتقليعات التي يقومون بها على المدرج، الذي صارت له هو الآخر أسماؤه ونجومه "كالألتراس والكيرفا، والكابو... إلخ"، كما صار لفرق مثل العين والوحدة والجزيرة في الإمارات والسد والريان في قطر جمهورها الخاص، لا.. حتى إنَّ فرقا بحرينية كالحد والمنامة صارت معروفة أكثر من فرقنا العمانية!

وأحزَن أكثر حين أسترق السمع أحيانًا، لأجد كثيرا من شباننا الجالسين في المقاهي لمتابعة الدوري الإسباني أو السعودي، يعرفون أدق التفاصيل عن الدوري السعودي ولا يعرفون -بل لا يريدون أن يعرفوا- أي شيء عن دورينا!

ذات يوم، سألني صديق عربي رأيته بالقاهرة عن نجمنا الكبير عماد الحوسني، وفرحت أنه يعرفه، وبعد أن ابتهجت واتَّسعت عيناي دهشة ولمعت فرحا، فوجئت بأنه لا يتذكر مَنْ الحوسني سوى لعبه مع الأهلي السعودي!!

أتساءل: لماذا لم نستغل احتراف حارسنا الأمين علي الحبسي في تسليط الضوء على كرتنا؟! ألم يبلغ الحبسي الأوج حين تألق أمام فرانك ريبيري وبقية نجوم بايرن ميونخ في الكأس الأوروبية؛ فلِمَ لا نرتقي معه ولو من باب الذكر والاعتراف على الأقل!

أعترف أن إغواء المال كبير في الدوري القطري، ووجود قنوات مثل الكأس والبي.إن قد تُحدِث فارقا في تسليط الضوء على الدوري هناك، لكنني أعرف أيضا أنَّ تلك القنوات توصل بشكل أفضل صورة عن دورينا؛ فناهيك عن أن الملايين يتابعون هاتين القناتين وما يتفرع عنهما، إلا أن النقل المميز صوتا وصورة قد أسهم هو الآخر في جلب عين المحب وأذن المتابع لهما.. فلماذا عجزنا هنا في السلطنة أن نكون خانة في الذاكرة الرياضية العربية؟!

أرى أنَّ الترويج الاحترافي وما يتخلله من طرق عرض مبهرة، وما يمر به من قنوات جوائز ومنح وهدايا، وجلب كبار النجوم لدورينا، خطوة لا بد منها إن أردنا لكرتنا أن تشكل حضوراً في الذهن العربي، وإلا فإن الحزن سيبقى يرافقني أنا وكل محب للسلطنة ورياضتها.

تعليق عبر الفيس بوك