علم الطاقة.. رؤية تحليلية لأصوله وحقيقته

 

 

فاطمة عبدالله خليل

** كاتبة بحرينية

 

 

ما زال علم الطاقة يُثير الكثير من الجدل بين أوساط المتعلمين والأطباء وعامة النَّاس، وما زال يُهاجم بالاعتراضات والتشكيك واتهام المشتغلين فيه بالشعوذة والدجل، ويزايد المنكرون له على المؤمنين بجدواه والمشتغلين عليه أو المستفيدين منه على نحو مقصود، الأمر الذي يدفعنا للوقوف قليلاً لتفنيد أمره ومحاولة سبر أغواره وفهم أسراره.  لعل السؤال الأهم في هذا السياق: هل علم الطاقة علم جديد ليثير كل هذه الجلبة؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي النفي بالطبع؛ فعلم الطاقة علم قديم جداً، ولكنه طمس مع كثير من العلوم في مراحل تاريخية طويلة وعاد بالظهور الآن مع مزيد من الاكتشافات والأبحاث والتوصل لأسرار الحضارات السابقة.

 

 

 

لا يُعلم حقيقةً أين كان منشأ هذا العلم ولا مصدره الأول في الحضارات، ولكننا سنجتهد وإياكم في تقديم رؤية استقصائية على ما نملك من معلومات حول وجوده في الأمم السابقة، فالفراعنة القدماء (قبل بضعة آلاف من الأعوام قبل الميلاد) عرفوا بممارسة علم الطاقة المعروف بثنائية (ألكا) و(ألبا)، وكان من أدواتهم العلاجية الكريستال والألوان والموسيقى والروائح والأعشاب والأشكال الهندسية، ويشار أيضاً إلى العالم الإغريقي فيثاغورس معالجته باستخدام الأشكال الهندسية باللون، ولكنه مجال قد يسبقه إليه الفراعنة نظراً لقدمهم ونظراً للبعثات الإغريقية آنذاك لمصر القديمة وتعرفها على تراث الفراعنة وعلومهم.  أيضاً هناك والهنود نشأ لديهم نظام الشاكرا من خلال تقليد اليوغا في الفترة (500-1200م)، وهناك العلاج بالريكي الياباني الذي يعود لأواخر (1800م)، وهناك علم التشي في التراث الصيني والذي يعد نوعاً من الطاقة الروحانية. ولعل هذا يقودنا إلى أنَّ الفراعنة هم أول من وضع علم الطاقة من البشر، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون لظهور العلم وتطبيقه عمق زمني يسبق الفراعنة.

لو بحثنا في تاريخ الأنبياء، لكان حقاً علينا أن نتساءل عن سر تلك المُعجزة الشفائية التي وُضعت في يد نبي الله عيسى عليه السلام (وهي مسألة أشارت لها مي النجار في إحدى مُقابلاتها التلفزيونية)، وعن أصولها في العلوم الكونية، ولو تمعنا قليلاً في الفكرة لوجدنا أن الرقية الشرعية في الإسلام تركز بدورها على الطاقة الشفائية في اليد من خلال وضع اليد على موضع الألم مع تكرار سورة الفاتحة (7) مرات، وكأنَّ المعالج يشحن طاقته بسر الله الموضوع في سورة الفاتحة للشفاء ليختزل تلك الطاقة في يده ويبثها على المريض.  ولو أردنا اختبار الطاقة علمياً وتأثير الرقية الشرعية فلنا في البحوث المخبرية لتأثير آيات القرآن على الماء وتأثير غيرها من الكلام البذيء أو السلبي على عينات أخرى من الماء حيث الفرق الشاسع بين العينتين.

 

 بالمختصر:

 

صحيح أن لعلم الطاقة أصول عميقة زمنياً ودينياً، ولكن ما زال هناك الكثير مما يستحق البحث والتفنيد والفهم في علم الطاقة، ويستلزم كشف مزيد من الأسرار للاستفادة منه بالحد الأقصى، ومع تنامي الاهتمام به في الفترة الأخيرة قد يحقق البشر قفزة نوعية في استعادة ذلك العلم المغمور منذ زمن سحيق.  إن عدم استيعابنا لعلم الطاقة وتشكيك بعضنا به إنما مبني على قصور العلم بما وراء الطبيعة أو العالم غير المرئي، حيث حان الوقت للالتفات إلى هذا الحقل الهام والبحث فيه كما أسرفنا على أنفسنا (وهو إسراف محمود) في فهم العلوم الطبيعية/المادية المختلفة، معطلين النظر في فهم الجوانب الأخرى من الكون.

 

تعليق عبر الفيس بوك