ترجمة - رنا عبدالحكيم
أثنَى تقريرٌ لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية على الجهود التي قامت بها تايوان لاحتواء أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، مشيرة إلى أنَّ تايوان انتهجت وسائل تعد من بين الأفضل على مستوى العالم.
وقالتْ الشبكة -في تقريرها: "بينما كان العالم لا يزال يستيقظ على الخطر المحتمل لانتشار الفيروس التاجي الجديد بسرعة خارج وسط الصين، سجَّلت حكومتان أربع إصابات جديدة داخل أراضيهما وهما أستراليا وتايوان". وأوضحت أنَّ عددَ سكان أستراليا وتايوان يبلغ حوالي 24 مليون نسمة، وكلاهما جزر؛ مما يسمح بفرض رقابة صارمة على من يعبر حدودهما، ولديهما روابط تجارية ونقل قوية مع الصين القارية. لكن بعد 10 أسابيع من ذلك التاريخ، سجلت أستراليا ما يقرب من 5000 حالة مؤكدة، بينما لدى تايوان أقل من 400 حالة.
إذن كيف أبقت تايوان الفيروس تحت السيطرة عندما لم تفعل ذلك دول أخرى؟
خلال تفشِّي مرض الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" عام 2003، كانت تايوان من بين المناطق الأكثر تضررا، إلى جانب هونج كونج وجنوب الصين. وتم عزل أكثر من 150000 شخص في الجزيرة، الواقعة على بعد 180 كيلومترًا (110 أميال) قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للصين، وتوفي 181 شخصًا.
وفي حين أن سارس يتضاءل الآن مقارنة بالأزمة الحالية، فقد ألقى بظلاله على كيفية استجابة الناس لتفشي العدوى في المستقبل، وساعد ذلك العديد من أجزاء المنطقة على الاستجابة بشكل أسرع لتفشي الفيروس التاجي الحالي والتعامل مع الخطر بجدية أكبر مقارنة بدول أخرى حول العالم، سواء على المستوى الحكومي أو المجتمعي.
وتتمتع تايوان بنظام رعاية صحية عالمي المستوى، مع تغطية شاملة. ومع بدء انتشار أخبار الفيروس التاجي من ووهان في الفترة التي تسبق السنة القمرية الجديدة، تحرك المسؤولون في مركز القيادة الصحية الوطنية التايواني (NHCC) -الذي تم إنشاؤه في أعقاب سارس- بسرعة للاستجابة للتهديد المحتمل، وفقًا لتقرير حديث في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA). وكان من بين تلك الإجراءات الحاسمة المبكرة قرار حظر السفر من أجزاء كثيرة من الصين، ووقف السفن السياحية التي ترسو في موانئ الجزيرة، وفرض عقوبات صارمة على أي شخص يخالف أوامر الحجر المنزلي.
إضافة إلى ذلك، تحرَّك المسؤولون التايوانيون أيضًا لزيادة إنتاج قناع الوجه المحلي لضمان الإمداد المحلي، وبدء اختبار فيروس التاجي على مستوى الجزيرة -بما في ذلك إعادة اختبار الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب الرئوي غير المبرر سابقًا- وأعلنوا عن عقوبات جديدة لنشر معلومات مضللة عن الفيروس.
وتؤكد "CNN" أن تايوان في وضع قوي الآن، فبعد أسابيع من حظر تصدير أقنعة الوجه لضمان الإمدادات المحلية، قالت الحكومة إنها ستتبرع بـ10 ملايين قناع للولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وتسع دول أوروبية أخرى، وكذلك الدول الأصغر المرتبطة بعلاقات دبلوماسية معها.