المواطن الإعلامي.. ولكن!

 

 

د. حمير بن ناصر المحروقي

@hnalmahruqi

‏تُعتبر المعلومة في وقتنا الحاضر بالغة الأهمية، ‏وقد تمَّ تصنيفها من قبل المتخصصين في علوم المعلومات في المرتبة الثانية في ‏السلم الذي يبدأ بالبيانات، تليها المعلومات، ثم المعرفة، ثم الحكمة، ‏أي أنها بداية الطريق لبلوغ مرحلة الحكمة.

وقد أتاحتْ وسائل الإعلام الحديثة -ومن أبرزها منصات التواصل الاجتماعي، والمنتديات الإلكترونية- للأفراد القيام بمهمة الإعلامي في الجوانب المتعلقة ببث الأخبار والرسائل الإعلامية والتوعوية المختلفة، وإذا ما نظرنا إلى هذا الجانب من زاويته ‏الإيجابية، نستطيع القول إن أبرز إيجابيات الدور الإعلامي للمواطن تتمثَّل في إتاحة المعلومات السريعة من قلب الحدث، ‏ولكن هناك العديد من الأمور التي يَجِب أن يراعيها الفرد قبل نشر أية معلومة في الفضاء الإلكتروني، ومن أبرزها: عدم نقل كل ما يصل إليه أو يقع تحت يده من معلومات؛ فقد لا يكون هذا المحتوى دقيق أو مسموح بتداوله؛ وبالتالي يوقع الفرد نفسه في الاعتبارات الآتية:

‏أولاً: الاعتبار الشرعي؛ حيث قال تعالى في الآية 18 من سورة (ق): "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

‏ثانياً: الاعتبار القانوني؛ إذ تتضمَّن القوانين مواد صريحة ‏مع عقوبات في هذا الجانب.

ثالثاً: الاعتبار الأخلاقي؛ حيث إنَّ تشويه سمعة الغير ينافي القيم الأخلاقية.

رابعاً: الاعتبار الاجتماعي؛ فقد تتأثر مصداقيتك في المجتمع بتكرار نشر المعلومات المغلوطة والشائعات.

أمَّا في حالة يقين الفرد بأن المعلومة دقيقة، فهناك سؤال مهم يجب أن يطرحه على نفسه قبل نشرها؛ وهو: ‏ما الإضافة التي ستقدمها هذه المعلومة إلى المتلقي؟ وهل سيكون الوقت الذي يخصصه المتلقى لقراءة هذه المعلومة مهدر أم لا؟

ومن هنا، ‏على الفرد أن يَحرِص على تقديم المعلومة التي تتصف بالدقة، فضلاً عن الملاءمة لرغبات واحتياجات المتلقي، ‏إلى جانب اختيار التوقيت المناسب حتى تحظى المعلومات والأخبار بالقدر الكافي من التفاعل بواسطة الجمهور.

تعليق عبر الفيس بوك