اكتشاف ثقب أسود "قاتل"

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

اكتشفَ عُلماء ثقبًا أسود "قاتلًا" يُمكن أن يكون حلقة مفقودة منذ فترة طويلة، وحلًّا لأحد أسرار الكون.

ويُعتقد أن الثقب الأسود الجديد مثالٌ على وجود ثقب له جسم "متوسط ​​الكتلة"، والذي اعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنه موجود، ولكن لم يتم اكتشافه بشكل حاسم.

وتبلغ الثقوب السوداء حوالي 50000 ضعف كتلة شمسنا، أصغر من الثقب الأسود الهائل الذي سيعيش في قلب المجرات الكبيرة، ولكنه أكبر من تلك التي يشكلها انهيار النجوم الضخمة.

ورأى العلماء أدلة على مثل هذه الثقوب السوداء من قبل، لكن الاكتشاف الجديد هو المثال الأكثر إقناعًا حتى الآن لمثل هذه الظاهرة. والتقط علماء الفلك الدليل الجديد عندما كان الثقب الأسود مسؤولاً عما أشارت إليه ناسا بـ"القتل الكوني". تم رصده عندما مزَّق نجمًا اقترب من مسافة قريبة للغاية، لتنبيه العلماء إلى وجود الجسم المراوغ.

ولتحديد ذلك، كان على الفلكيين استخدام مرصدين للأشعة السينية -أحدهما من وكالة ناسا والآخر من وكالة الفضاء الأوروبية- وكذلك تلسكوب هابل الفضائي. من خلال دمج ملاحظات الأقمار الصناعية الثلاثة، تمكنوا من تتبع التوهج القوي للأشعة السينية إلى مصدرها المحتمل.

وظهرت تلميحات لأول مرة عن الثقب الأسود المحتمل في العام 2006 عندما رصد مرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) توهجاً قوياً للأشعة السينية، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان قد نشأ من داخل أو خارج مجرة (درب التبانة). كان علماء الفلك قادرين فقط على القول إنه ربما نجم عن نجم تمزق عندما اقترب من جسم قوي مثل الثقب الأسود.

وفوجئ العلماء عندما وجدوا أنَّ الأشعة لم تأت من مركز المجرة؛ حيث من المتوقع العثور على مثل هذا الثقب الأسود الضخم. كان هذا أول اقتراح بأن النجم ربما تمزق بسبب ثقب أسود متوسط ​​الكتلة، أو IMBH.

وجاءت وظيفة تلسكوب هابل الفضائي؛ حيث تم توجيهه إلى مصدر الأشعة السينية لتحديد موقعها بدقة، ليوفر التصوير العميق عالي الدقة الخاص بالتلسكوب دليلاً قويًّا على أن هذه الأشعة لا تنبثق من مصدر موجود في مجرة درب التبانة، ولكنها تأتي من تجمع نجمي كثيف بعيد يوجد على مشارف مجرة أخرى، وهو المكان الذي توقع علماء الفلك أن يجدوا فيه الثقب الأسود الجديد متوسط الكتلة، وفق الدراسة.

تعليق عبر الفيس بوك