لعنة التأجيل تطارد الأحداث الرياضية

"كورونا" و"الحرب العالمية".. أزمات طاردت "الأولمبياد" وأطفأت شعلتها

 

 

◄ تأجيل "طوكيو 2020" إلى العام المُقبل يعيد للأذهان أزمة 1940

◄ المسابقة تعرضت للإيقاف 8 سنوات كأطول فترة في تاريخها

 

الرؤية- وليد الخفيف

 

على ما يبدو أنَّ الحظ العاثر سيظل يُطارد اليابان في كل مرة تستضيف فيها الأولمبياد الصيفية، فالعالم الذي كان يستعد للمشاركة في "طوكيو 2020" يطالب بالتأجيل وهو ما حدث لتكون في 2021، لكن الحظ العاثر ليس هنا فقط، بل في أنها المرة الثانية التي تمر فيها اليابان بهذه الأزمة بعد دورة 1940.

في العام 1940 كانت طوكيو تتزين لاستقبال الحدث الرياضي العالمي لكن نشوب الحرب بينها وبين الصين جعل الأمر مستحيلا لتحصل فنلندا على حق التنظيم في محاولة لإنقاذ الحدث الأشهر، لكن هي الأخرى تعرضت لهجوم من الاتحاد السوفيتي فتقرر إلغاء الأولمبياد.

ولم تكن تلك الحالة فقط، فألغيت ثاني الأولمبياد بسبب الحرب العالمية الثانية 1944 والتي كان مقرر إقامتها في لندن لتكتب بذلك شهادة وفاة ثانية للأولمبياد التي عادت لتنظم وفي لندن أيضًا 1948 بقرار مباشر من اللجنة الأولمبية الدولية دون إجراء تصويت جديد.

أما التحدي الثالث الذي واجه الأولمبياد فكان بعد 40 عاماً، أي في الدورة الثانية والعشرين للألعاب الأولمبية في العصر الحديث، والتي عقدت للمرة الأولى في موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي من 19 يوليو إلى 3 أغسطس 1980، إذ أعلنت ما بين 60 -65 دولة مقاطعتها للأولمبياد، لتواجه موسكو تحديا كبيرا في إنجاح تلك النسخة.

وتزعمت الولايات المتحدة حملة المقاطعة أنذاك، وطالبت بنقلها إلى اليونان، وذلك بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان، غير أنّ اللجنة الأولمبية البريطانية رفضت مقاطعة المنافسات فتمردت على قرار الحكومة الإنجليزية، وأرسلت بعثتها إلى موسكو، وقالت عباراتها الشهيرة:"نعتقد أن الرياضة يجب أن تكون جسراً بين الشعوب"، ما دفع لجان أولمبية أخرى لاتخاذ قرار مشابه.

وحرصا منها على نجاح البطولة رصدت الحكومة السوفيتية آنذاك  9 مليارات دولار كميزانية أولية للبطولة، ورغم دعوات المقاطعة التي تزعمتها أمريكا غير أن 80 دولة لبت الدعوة، وشاركت في العرس الأولمبي بـ 5179 لاعبا ولاعبة للمنافسات التي أجريت في 21 لعبة رياضية.

وتستمر لعنة الأربعين عاماً قائمة، وهذه المرة تواجه أولمبياد طوكيو، بعد أن ضرب فيروس كورونا المستجد أكثر من 170 دولة حول العالم، وأصاب نحو 340 ألف شخص وأودى بحياة 14 ألفاً آخرين، الأمر الذي فرض على طوكيو تأجيل البطولة لصيف 2021 إثر ضغوط دولية كبيرة بمقاطعة البطولة حال تمسك اليابان بإقامتها في موعدها المحدد سلفاً هذا العام.

وتمسكت اليابان في بادئ الأمر بإقامة الأولمبياد في موعدها متحدية فيروس كورونا وتفشيه في معظم دول العالم، دون النظر لدعوة الرئيس الأمريكي ولإعلان بعض الدول مقاطعتها مثل أستراليا وكندا والنرويج، غير أن الضغط أفضى في الأخير لصدور قرار من الأولمبية الدولية بالتأجيل على غرار القرارات التي اتخذت لمنافسات أخرى مثل يورو 2020 وكوبا أمريكا، وكأس العالم للأندية.

 وفي سياق متصل أدلى ياسوهيرو ياماشيتا رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية بتصريح مغاير أمس الأربعاء قال فيه":إن قرار تأجيل أولمبياد طوكيو بسبب جائحة فيروس كورونا جاء أسرع من المتوقع لكنه يرغب في ضمان نجاح الحدث بعد تأجيله لمدة عام".

وتأجلت الألعاب الأولمبية أول أمس الثلاثاء إلى 2021، وهو أول تأجيل من نوعه في تاريخ الألعاب الحديث البالغ 124 عامًا، لتطيح أزمة فيروس كورونا بآخر الأحداث الرياضية الدولية البارزة المتبقية هذا العام.

ويرى  ياماشيتا - وهو لاعب جودو سابق يبلغ من العمر 62 عاماً وسبق له نيل ميدالية ذهبية في أولمبياد لوس أنجليس 1984- أن التأجيل لمدة عام أفضل من عامين بسبب عملية التأهل.

وجاء قرار اللجنة الأولمبية الدولية أسرع من المتوقع لكن ياماشيتا أبدى احترامه له من أجل ألعاب "آمنة ومكتملة".

وقال ياماشيتا الذي غاب عن أولمبياد موسكو 1980 بسبب مقاطعة اليابان للألعاب "سأكمل قريبا 63 عاما وهناك العديد من الأشياء غير المتوقعة ولا يُمكن تخيلها في الحياة".

وتتربع الولايات المتحدة الأمريكية على صدارة الدول المتوجة بالذهب وغيره من ميداليات في تاريخ الأولمبياد، منذ انطلاقها عام 1896 في أثينا حتى عام 2016.

وانتزعت أمريكا على مدار تاريخ مشاركاتها في دورات الألعاب الأولمبية، 2401 ميدالية؛ 975 ذهبية و757 فضية، و669 برونزية.

ونجحت الولايات المتحدة التي نظمت الأولمبياد ثلاث مرات في تحقيق رقم قياسي بتصدر الترتيب العام في 15 دورة ألعاب أولمبية من إجمالي 30 نسخة.

وجاءت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) في المركز الثاني بإجمالي 1010 ميداليات؛ 395 ذهبية و319 فضية و296 برونزية، بينما جاءت بريطانيا ثالثة بإجمالي 773 ميدالية؛ 234 ذهبية و271 فضية و268 برونزية.

وحققت ألمانيا المركز الرابع بإجمالي 691 ميدالية؛ 202 ذهبية و236 فضية و253 برونزية، بينما جاءت فرنسا خامسة بـ671 ميدالية؛ 202 ذهبية و223 فضية و246 برونزية.

 

وتبدو حصيلة الرياضيين العرب زهيدة في المحفل الأولمبي إذ جمع الرياضيون العرب 108 ميداليات (26 ذهبية، 27 فضية و55 برونزية)، طيلة مشاركتهم في دورات الألعاب الأولمبية، منذ انطلاق المشاركة العربية في الدورة الخامسة التي أقيمت بالعاصمة السويدية دورة ستوكهولم سنة 1912 حتى آخر دورة أقيمت في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل 2016.

وتتصدر مصر القائمة العربية برصيد 32 ميدالية ثم المغرب 23 ميدالية والجزائر 17، وتونس 13، وقطر 5، والبحرين 3، وسوريا 3، والإمارات العربية المتحدة 2، ولبنان 4 والأردن واحدة، والسعودية 3 والسودان واحدة، والكويت 2 والعراق واحدة، وجيبوتي 1.

 

 

 

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك