الصين.. وتكنولوجيا مجابهة "كورونا"

عـادل سيف الكمزاري

 

في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا في عدد كبير من دول العالم، تبدو الصين أقرب إلى إنهاء حربها مع كورونا. حيث أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنه "تمت السيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد في مقاطعة هوبي بؤرة انتشاره وعاصمتها ووهان.

وقد قال الرئيس الصيني: "تمّ تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الوضع وتحسنّه في هوبي وووهان" بحسب ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عقب قيام الرئيس الصيني بأول زيارة له إلى المدينة منذ بدء الأزمة في مدينة ووهان الصينية المركز الرئيسي لتفشي الوباء.

وبلغت مجموع الإصابات بنحو أكثر من 70 ألف حالة بينما حالات الوفاة المسجلة رسمياً بنحو 3277 حالة ونصيب نسبة الشفاء بحوالي 46 ألفاً منذ بداية تفشي الفيروس في أواخر ديسمبر لعام 2019.

وبجانب الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات الصينية لكبح انتشار فيروس كورونا والمتمثلة في إغلاق المدن وفرض الحجر الصحي الصارم، وتقييد حرية السفر والتنقل على الملايين من مواطنيها والمقيمين على أرضها.

كانت للتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي دور هام ورئيسي في دعم قطاع الرعاية الصحية والتوعية، حيث استطاعت الصين من خلال التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي بمكافحة انتشار فايروس كورونا، وتحسين عملية إدارة الأزمة والتصدي للفيروس وتضييق اتساع نطاقه من خلال استخدام مجموعة من التقنيات أهمها:

 

*الروبوتات:

استخدمت في أكثر من مجال فهناك روبوتات تقوم بمساعد الطواقم الطبية من خلال الكشف وتشخيص الحالات المصابة وتسجيل تقرير خاص عن كل حالة، بالإضافة إلى توصيل الطعام والأدوية للمرضى بهدف منع أي تدخل بشري وهناك روبوتات بتقنيات عالية تجول بالشوارع والساحات العامة وبمقدرتها معرفة الاشخاص الذي يعانون من ارتفاع في درجات الحرارة والأشخاص غير المرتدين للكمامات الصحية، وتقوم بتوجيههم وتقديم النصح والإرشاد لهم.

*سيارات الإسعاف (بدون سائق) لنقل المصابين وتفادي الاختلاط المباشر مع الطاقم الطبي

 

*الدرونز:

الطائرات من غير طيار حيث ساعدت في عمليات المسح وتعميم التعليمات الطبية وكانت الشرطة الصينية تستخدمها في توعية الناس وتعميم إجراءات الوقائية. وفي بعض المناطق المنكوبة بالفيروس تقوم هذه الطائرات المجهزة بتقنيات عالية جداً بمسح شامل لجميع الأشخاص الموجودين في الشوارع ومعرفة درجة حرارة الأشخاص لكل فرد.

وتوجد طائرات أخرى تقوم برش مواد مطهرة وتعقيم المناطق المنكوبة بفيروس كورونا، كما توجد شركات شحن كبيرة في الصين خاصة بالخدمات اللوجستية تُستخدم طائرات بدون طيار لنقل البضائع لضمان سلامتها حيث باستطاعتها حمل طن واحد من البضائع.

 

*تطبيقات الهواتف الذكية

 

استخدمت لمراقبة الوضع الصحي للمصابين ودشنت تطبيقات خاصة عبر هواتف المواطنين تمكنها من تحجيم الأزمة، كـ "تطبيق شاينا يونيكوم" لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين من خلال الفحص اليومي، ومن خلال هذا التطبيق من تثبت إصابته بالفيروس تقدم له الرعاية الطبية (تطبيق Alipay Health Code).

استخدم هذا التطبيق لتيسير حركة المواطنين في الأماكن العامة وبموجب التطبيق يقسم المواطنين إلى ثلاثة ألوان (الأحمر- الأخضر- الأصفر)

أصحاب اللون الأخضر يحصلون على كود الخروج للأماكن العامة بينما يشير اللون الأصفر إلى حمل الشخص الفيروس دون الإصابة به فيمنع من الخروج من منزله، واللون الأحمر يشير إلى إصابة الشخص بالفيروس فيتم وضعه بالمستشفى.

 

*الشاشات والكاميرات الذكية

كان لها دور في الكشف عن المصابين في الأماكن العامة.

 

*الخوذة حرارية

استخدمت الخوذة الحرارية في بداية انتشار الفيروس من قبل رجال الشرطة حيث إنها قادرة على قياس درجة الحرارة في نطاق 5 أمتار وإذا كانت نتائج فحص أحد الأفراد إيجابية تصدر إنذاراً، كما أنها قادرة على قياس درجة حرارة 200 شخص في دقيقتين.

جميع هذه التقنيات تعمل بتقنية الجيل الخامس 5G حيث إن الصين تعتبر من أوائل الدول التي قامت بتطوير هذه التقنية والعمل عليها وتستخدمها الآن في حربها مع فيروس كورونا بسبب سرعة استجابتها القصوى.

لذلك نستطيع أن نقول بأنّ التكنولوجيا كانت السبيل الوحيد لدى الصين في مواجهة تفشي فيروس كورونا وتراجع أعداد المصابين والوفيات.

تعليق عبر الفيس بوك