سلطان بن سليمان العبري
Sultan12444@gmail.com
يستحقُّ الثنائي سعود الدرمكي وصالح زعل التربُّع على عرش مُحبي الدراما المحلية، لكنهما كانا -ولا يزالان- يستحقان مكانة أكبر خارج السلطنة؛ أسوةً بالثنائي الكويتي عبدالناصر درويش وحسن البلام وداوود حسين وسعاد العبدلله وحياة الفهد، ممن حقَّقت بلدانهم قصب الريادة خليجيا، فلنا بالثنائي السعودي ناصر القصبي وعبدالله السدحان ورحلة الإبداع "طاش ما طاش" التي استمرت 17 عاما في بلد لم تنل فيه الفنون حريتها واستقلالها إلا منذ عامين أو أقل.
في الواقع، شكَّل الثنائي الدرمكي وزعل معا ما يُسمَّى في عالم كرة القدم بـ"القوة الضاربة" سواء على المسرح أو في الدراما؛ حيث تاريخهما وصداقتهما قديمة جدًّا، تعود لتعاملهما في أكثر من عمل؛ منها على سبيل المثال لا الحصر: "نقط على الحروف"، و"بيتنا الكبير"، و"حلم السنين"، و"الجيران"، و"جمعة في مهب الريح"، و"سعيد وسعيدة"، و"قراءة في دفتر منسي"، و"الشايب خلف"... وغيرها، وهي أعمال يصعب على الجمهور المحلي من جيل "الشياب" ومن يتلوهم على الأقل نسيانها.
لكنَّ السؤال الأهم يكمُن في محاولة معرفة الأسباب التي منعتهما وباقي نجوم الدراما المحلية من بلوغ الشهرة التي يستحقانها عربيًّا أو على الأقل خليجيًّا؟!
ونظنُّ أن الترويج المعدوم للعمل الفني المحلي هو ما جعل صفوة الصفوة من المبدعين حبيسي ظل المحلية، مع أنَّ لدينا مستوًى يمكن اعتباره مميزا، بدليل أن الفنان "أ" والفنانة المحلية حين يحوزون الفرصة خارجيا يُبدعون، وهذا يعود بنا لحرفة كتابة السيناريو والقصة أو الحكاية، مع أن بلادنا وموروثنا الشعبي زاخر بالعديد من القصص التي يتمنَّى بعض أهل الدول الخليجية امتلاكها، وهذا عائدٌ لقدم وكبر واتساع الرقعة العمانية مكانيا وزمانيا مما يحتِّم تنوع وكثرة القصص، لكن يبقى العنصر الأهم، من يكتبها، وكيف، من ناحية، ولو كُتبت تحولت إلى صورة مُدهشة أو حتى عادية، من الذي يُخرجها من نطاق المحلية إلى نطاق أوسع وأرحب، حتى لو كان خليجيًّا، ذلك أن أهل الفنانين الكويتي والسعودي على الأقل انتشروا بشكل أوسع من انتشار الفن العُماني والبحريني، فهل هذا عائد لعنصر مادي، أم تقصير في الترويج، ولربما كان قِصر نظر وقلة اهتمام بالفن المحلي!
لو عُدنا لتعريف وترسيم حدود ما يقوم به الدرمكي وزعل محليًّا، فيمكننا توصيفه بأنه ثنائي فني، وهي ظاهرة تعود لبدايات السينما في العالم، وقد تشعبَّت وتنوَّعت حتى باتت ظاهرة لا تنطبق على الدراما فقط، بل تعدتها لتصل لعالم الغناء في بعض الأحيان؛ حيث أسهمت المسرحيات الغنائية تحديدا في إعطاء مزيد من التخصصية والخصوصية بذات الوقت لاثنين من المغنيين أو الممثلين بغض النظر عن كونهما ذكرًا وأنثى أو من نفس الجنس؛ فيما أسهم النجاح المالي الذي يقام من خلال شباك التذاكر في تنمية هذا الاتجاه في السينما، وطبقا لذلك فقد عرف العالم وأحب شخصيات مثل: "لوريل وهاردي" أيام السينما الصامتة قبل أن يصحو على الثنائي "ترانس هيل وبود سبنسر" وهما متين وضعيف، مما يعني التناقض في الشخصتين شكلا ويتبعهما بالطبع المضمون، وعربيًّا يمكن العودة لما كرسه سمير غانم وجورج سيدهم، وعلى سبيل المثال لا الحصر -وفي نطاق الفن الغنائي- فقد برزت فيروز ونصري شمس الدين دون نسيان أن الثنائيات فن طال حتى الكرتون، وما شخصيا "توم وجيري " إلا مثال حي على العمل الثنائي الذي نفتقدُه في شخوص أحببناها كسعود الدرمكي وصالح زعل وغيرهما محليا وعربيا حتى، وكل ما نأمله أن تقوم السلطنة بتكريمهما التكريم الذي يستحقانه.