الطبيب.. قائد معركة "كورونا"

 

 

د. غالية بيت أحمد بن علي المحني

استشاري أول قلب كبار/ كهرباء القلب التداخلية

 

 

في هذه الظروف ليس لنا إلا أن نقف إجلالا لكل طبيب وممارس في مجال الطب من تمريض وفنيين. فالطب من أعظم المهن، والعبء النفسي على الطبيب ثقيل حين يكون أمام مسؤولية إنقاذ إنسان أو تطبيبه ناهيك عن المشوار الطويل الذي نقطعه لنكون بقدر المسؤولية، ونحمل هموم مرضانا ربما أكثر من أهاليهم حتى نأخذ بأيديهم إلى درب السلامة بتوفيق من الله وكأنها أحيانا ساحة حرب للفوز بالحياة أو بالشفاء، وتأتي المعارك الأكبر مثل الفيروس كورونا لتتلاشى كل الحسابات ويظل الطبيب ومن معه هو المنتصر الحقيقي في المعركة الشرسة، ويتنازل عن راحته وأمانه وحتى سلامة عافيته لإحساسه بالمسؤولية الكبرى

ويتحمّل الأذى الذي قد يحدث له أن خسر المعركة رغم أنه أول الخاسرين نفسيا ومعنويا حينها ورغم ذلك يتحتم عليه حمل العبء من جديد لمواجهة من راهنوا عليه وهكذا ويصبح الطبيب المحارب أكثر انتصارا في الظروف الأصعب، مشوار طويل إنساني يتعامل مع أعلى مخلوق على وجه الأرض ويؤتمن على هذه الروح لتبقى في جسد متعافى وينظر إلى مريضه وأهله وأولاده أو أولادها وشريكه يحملهم على عاتقه وقد يبكي مريضهم في الخفاء، ومؤخرًا صار أيضًا مستهان بهذه المهنة العظيمة وصار الأطباء أقل عددًا وأخفّ تخصصًا خوفا من هذا العبء الكبير الذي لا يقدره المجتمع.

لكن من الجانب الآخر هذه المهنة تمنحنا الكثير من الوعي والإدراك لحقيقة الحياة مبكرا وتعطينا سعادة ونشوة النصر كلما انتصرت على المحارب الشرس إمّا بصحيح تشخيصه أو صحة علاجه وإن عاد إليك المريض شاكرا لتغير حياته وتحسنها فتلك سعادة أخرى.

وإن كسبت رضا الرحمن فقد فزت بالدارين.. أي مهنة أعظم من هذه وأي سعادة غير عمل الخير أكثر من تلك وأي علم يحملك ويقدرك على شفاء الجسد وإن كنت حكيما فقد تطيب الروح على يدك أيضا، علم يرفعك ويجعلك متصل دوما بالغاية الكبرى لوجودنا يجعل يدك في كل روح التأم جرحها وكل عائلة هنئت بعافية مريضها الاحترام والتقدير لكل طبيب وفريقه.

 

تعليق عبر الفيس بوك