◄ السعودية تضع سيناريوهات للتعامل مع 10 دولارات للبرميل
◄ روسيا مستعدة لتحمل حرب الأسعار عند 25 دولارًا لمدة 10 سنوات
ترجمة - رنا عبدالحكيم
توقع تقرير لموقع أويل برايس المتخصص في أسعار النفط، أن يتسبب انهيار شركات النفط الصخري الأمريكية في صعود أسعار النفوط التقليدية الأخرى، ليكون النفط الصخري الضحية الأكبر لحرب الأسعار المشتعلة بين السعودية وروسيا.
وقالت شركة أرامكو السعودية إنّها ستزيد إنتاج النفط إلى 12.3 مليون برميل يوميًا في أبريل، وهو تصعيد مفاجئ للحرب على حصتها في السوق. ويعتقد أنّ هذا المستوى من الإنتاج يتجاوز ما يمكن أن تنتجه أرامكو على أساس مستدام. بمعنى آخر، تبذل المملكة العربية السعودية قصارى جهدها لإغراق السوق.
ولم يبد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أي اهتمام بعقد مباحثات مع روسيا. وقال الأمير عبد العزيز "ليس من الحكمة عقد اجتماعات في مايو أو يونيو، فهي لن تثبت سوى فشلنا في الاهتمام بما كان ينبغي علينا فعله في أزمة كهذه واتخاذ الإجراءات اللازمة".
وبحسب "إنرجي إنتليجينس"، تضع المملكة العربية السعودية سيناريوهات مالية للتعامل مع انهيار أسعار النفط بين 12 إلى 20 دولارًا للبرميل، حتى إنّها تتوقع التعامل مع سعر دون 10 دولارات للبرميل.
وتقول روسيا إنها تستطيع تحمل حرب الأسعار من 25 إلى 30 دولارًا للبرميل لمدة 6 إلى 10 سنوات. لا يبدو أي من الجانبين على استعداد للتزحزح.
وكتب ريموند جيمس في مذكرة "يوم الاثنين سجل النفط أقسى انخفاض في تاريخ قطاع الطاقة". وأضاف "كان هذا يوم الاستسلام؟ من المؤكد أن الأمر يبدو وكأنه كذلك. من الصعب تخيل الأسوأ".
ونتيجة لذلك، ستكون الضحيّة المباشرة هي الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف: "يجب أن تبدأ الأزمة عندما يبدأ المنتجون في الإغلاق الفعلي للآبار، وهو ما حدث بالفعل الحد الأدنى منذ أربع سنوات".
وكان رد الفعل سريعًا، فمع انخفاض أسعار الأسهم، تضاعف عدد شركات النفط الصخري التي أعلنت تخفيضات في الميزانية في بداية الأسبوع. وأعلنت شركات Diamondback Energy وParsley Energy على الفور عن خطط لخفض الإنفاق وتقليل نشاط الحفر. وخفضت شركة النفط الكندية Cenovus Energy رأس مال 2020 بنسبة 32% ومخصصات الإنتاج بنسبة 5%. وقالت شركة Ovintiv إنها ستخفض الإنفاق وحاولت طمأنة المستثمرين المقلعين بأن لديها سيولة كافية. كما قامت ماراثون أويل بخفض الإنفاق بمقدار 500 مليون دولار.
حتى شركة شيفرون الأمريكية اعترفت بأنّها قد تحتاج إلى خفض الإنفاق، بعد أيام فقط من كشف النقاب عن أهداف بشأن التدفق النقدي الحر خلال السنوات الخمس المقبلة. وقالت شيفرون في بيان "نراجع بدائل لخفض النفقات الرأسمالية التي من المتوقع أن تخفض الإنتاج على المدى القصير وتحافظ على قيمة طويلة الأجل.". وكانت شيفرون أول شركة نفط كبرى توحي بأنها قد تخفض الإنفاق، وقالت شركة النفط العملاقة إنها تحتاج إلى 55 دولارًا للبرميل لتغطية نفقاتها ودفعات المساهمين.
وكتب كومرز بنك في مذكرة "العديد من الشركات التي تقوم بالتكسير الهيدروليكي في الولايات المتحدة بالفعل كانت تعاني قبل انخفاض الأسعار بسبب ارتفاع الديون وصعوبات التمويل". وأضافت المذكرة "انخفض نشاط الحفر بشكل مستمر حتى منتصف شهر يناير، ومنذ ذلك الحين ظل الركود عند مستوى منخفض".
ويمكن أن يكون وباء فيروس كورونا وحرب الأسعار السعودية الروسية ضربة قاضية للنفط الصخري الأمريكي. لكن وجهات النظر حول التأثير على الإنتاج تختلف. وقالت JBC Energy إنّها "تفضل دعوة أكثر حذراً لتراجع الإمدادات الأمريكية"، مضيفة أنّ الأمر قد يستغرق بضعة أشهر قبل أن يبدأ الإنتاج في الانخفاض. لكن آخرين يرون تراجعا فوريا. وقال كبير محللي السلع في مجموعة إس إي بي البنكية، في بيان "انخفاض إنتاج النفط الصخري الأمريكي بمقدار 1-2 مليون برميل يوميًا من إجمالي إنتاج النفط الأمريكي الحالي البالغ 13.1 مليون برميل يوميًا أمر طبيعي ومتوقع". وأضاف "نعتقد الآن أنّ التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة بين روسيا وأوبك قبل انتهاء التخفيضات الحالية في نهاية مارس 2020 أمر غير مرجح للغاية. ربما قررت روسيا بحزم أنّ الوقت قد حان لسحب البساط من تحت أقدام منتجي النفط الصخري، لذا فقد حان الوقت لإعادة ضبط الوقود الصخري للمرة الثانية".