أنيسة الهوتية
في أفلام الخيال العلمي والمخلوقات الفضائية التي تخترق جسد الإنسان تحوله ثم تنتقل إلى غيره وتتكاثر، وغالباً الصورة مشابهة لأفلام "الزومبي" وانتقال الحالة الوبائية وانتشارها مثل النار في الهشيم، وهذا هو عين الحال مع فيروس كورونا الذي انتشر في أيامٍ معدودة من الصين إلى العالم كله رغم محاولات الاحتواء، والفرق الوحيد أن الزومبي لا يموت وهذا هو أكثر ما يرعب في الأمر، أما مع كورونا فالصين تعاني من التعامل مع جثث وفيات كورونا، وكيفية نقلهم من بيوتهم والمصحات إلى المحرقة؛ حتى إنهم أعلنوا وظيفة "جامع جثث" براتب باهظ جداً!
وقبل أيام، كنت أستمع إلى العم سعيد والعم ناصر، وكليهما يحاول إثبات نظريته المختلفة عن الآخر قليلاً، وكان نقاشهما مثل نهرين ينبعان من منبعين مختلفين ويصبان في مصب واحد، وطبعاً لم أشاركهما الحوار، ولكنني استمتعت "بسوالفهم" وحِس الفكاهة باللهجة العامية.
عمي سعيد: أقولك ناصر، خلا الصين عارضين وظيفة بألفين ريال حال شغل أربع ساعات في 20 يوم، وشغلك بس تجمع الأموات وتوديهم المحرقة، وكذا وكذا نحن فوق الستين ومتقاعدين، نظوللنا بيستين ونعيش باقي حياتنا على شاطئ في جزيرة بالي.
عمي ناصر: وحاموووه تروح هناك تو إنته باقي فيك عقل؟ ترا ذا الراتب ما بيندفع لأن اللي يجمع الأموات بتقتله كورونا قبل عن يشل غوازيه!
عمي سعيد: هيه صح، صدقك يا ناصر، ليش أنا ما جاتني هذي الفكرة، يا مكرهم الصينيين ذيلا!
عمي ناصر: مكرهم مكر أعوذ بالله منهم، وأزيدك من السكر حلاوة، ترا كورونا وحدهم صانعينها كما يصنعوا كل شيء، ماشي ما يصنعوه! تراها ما جاية لا من الخفافيش ولا من الثعابين، هذا كله هرج مرج وتستيره.
عمي سعيد: توبة يا ربي، والمرض يصنعوه نوبة؟ شياطين ذيلا أعوذ بالله منهم قوم يأجوج ومأجوج! بس المرض من الله ياخوي ما من البشر!
عمي ناصر: ما قريت مقال الهوتية يوم كاتبة إن عندهم في ذيك الحارة بو سمها ووهان مال 350 معهد، و1656مركز تكنولوجيا.
عمي سعيد: أعوذ بالله كل ذا في ذيك الحارة بس؟ وكل ذي المراكز يصنعوا فيها كورونا؟
عمي ناصر: هيه، أكيد كانوا يصنعوا فيها شي وطلع ذا الفيروس اللعين منهم، وشله حد من العمال لبيته وانتشر بين الفقارى المساكين.
عمي سعيد: وليش ما تكون مؤامرة بين الأحمر والأصفر، ترامب وجينبينغ، عشان يقفلوا على "الإيكسبو" مال دبي والألمبياد مال اليابان، يعني يخوفوا العالم بالمرض عشان يبيعوا الدواء ويتغانيو.
عمي ناصر: تو مو دخل "الإيكسبو" والألمبياد يا ناصر، انته عقلك متخبط يمين يسار. مو من الفايدة بيحصلوا يوم يتقفل كل ذا؟
عمي سعيد: مودراني بهم، مو أنا كنت معهم يوم مجتمعين ومقررين؟ هاعا ما كنت معهم، كان معهم "هومر سمبسون"، ويسمع طراطيش كلامهم ويطلعهم في المسلسل ماله، وبعدين يقولو إنه يتنبأ بالمستقبل! تراه هذيلا من سنين يشتغلوا على ذي الأشياء ما من تو. وبو يترأسوا أمريكا لحد 40 سنة أسماؤهم مختارينها، والانتخابات هذه لا بس شكليات كما شكليات المقابلات الشخصية عندنا حال الوظايف.
عمي ناصر: الله يهديك يا سعيد، مو جالس تخبص إنته.. أسميك خلطت الهيل بالفلفل.
عمي سعيد: إنزين، آخر معلومة أخبرك إياها، ترا كورونا ما تعيش في الحر، يعني ذي أول مرة في التاريخ بيكونوا الناس ينتظروا الصيف والقيظ، وما بيشغلوا المكيفات ولا بيسافروا الخليجيين لبرة، بالعكس بتحصل العالم كله جاي عندنا.. يعني خلا ادفع مخالفات التاكسي وجدد ملكيتها حالاً، عشان نتكِّس عليها في الصيف مع السياح.. ونظول لنا بيستين نشتري بيت في جزر الحلانيات.