أكد أنّ طموحات الأمة العربية تحولت إلى الدمار والفرقة

السلطنة تتسلم رئاسة الجامعة العربية.. وبن علوي: جلالة السلطان يؤكد مواصلة دعم "بيت العرب"

◄ العمانيون يؤمنون بالسلام والتعايش بين الأمم كهدف حضاري

◄ لا سبيل أمام إسرائيل سوى المفاوضات الجدية مع الفلسطينيين

◄ حان للأمة العربية أن تنهض من كبوتها وتتصالح مع ذاتها ومحيطها

 

 

القاهرة - العمانية

 

أكدت السلطنة دعمها لجامعة الدول العربية والتعاون مع رؤساء الدول العربية لتحقيق أهداف الجامعة والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.

وقالت السلطنة في الكلمة التي ألقاها معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في اجتماع مجلس الجامعة بالدورة الـ153 التي تتولى السلطنة رئاستها وذلك بمقر الجامعة أمس "إنّ حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أكد على الاستمرار في دعم جامعة الدول العربية من خلال خطاب جلالته- أعزه الله- عند توليه مقاليد الحكم في الحادي عشر من يناير من هذا العام". وأوضح معاليه أنّ السلطنة عند ترؤسها لمجلس جامعة الدول العربية في الدورة الـ135 في مارس 2011 أكدت أنّ الأمة العربية تمر بمرحلة دقيقة وتعيش أحداثًا ضخمة لم يحدث لها مثيل في تاريخ الأمة الحديث، وأنّ هذه الأحداث لاشك أنه ستقود إلى ميلاد نهضة عربية جديدة، وأنّ هذه النهضة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من شباب هذه الأمة الذي يشكل أملها ومستقبلها.

وأضاف معاليه أنّ طموحات الأمة العربية المرجو تحقيقها منذ أحد عشر عاما قد تحولت إلى حالة من الدمار والفرقة، وبدلًا من أن تخرج من ضيق الحياة، دخلت إلى مرحلة صراعات الفئات وعصبيات الجاهلية الجديدة، وبدلًا من التواصل الإيجابي مع دول وثقافات عالمية، فإذا بالعالم الحديث يصاب بالملل والضيق من هذه التصرفات بسبب فقدان القدرة على الشراكة العالمية الإيجابية، وبدلًا من أن نكون في مقدمة الركب العالمي ونحن العرب خير أمة أخرجت للناس فإذا بنا على عكس ذلك، من الضعف وشرود الذهن ووهن العزيمة، وفقد القدرة على حماية أقل القليل من تراثنا وكرامتنا الإنسانية.

ودعا معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في كلمة السلطنة مجلس جامعة الدول العربية الى إعادة النظر مرة أخرى في الصورة التي وصلت اليها الأمة العربية وعدم الهروب من واجب العطاء، وإعادة هيكلة العمل العربي المشترك وتوفير مساحة من الزمن النفيس للمراجعة لاستعادة قدرة الأمة العربية وفرض هيبتها الأخلاقية واستعادة الثقة مع جوارها الإقليمي والتفاهم والتعايش مع القوى العالمية، ووضع آليات ووسائل دبلوماسية واقتصادية وعلمية للاستفادة من التقنيات المتطورة حتى يتم اللحاق بالركب العالمي خدمة للأجيال القادمة.

وأشار معاليه إلى ما آلت إليه القضية الفلسطينية، ورفض الفلسطينيين والعرب لما عرف بصفقة القرن، لأنّها لا تلبي طموحات الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة مؤكدا على أنّه بدون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، فلن تكون هناك قدرة على تحقيق الاستقرار في المنطقة، وتوفير البيئة الإيجابية للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال معاليه: "إننا في سلطنة عمان، آمنّا بالسلام والتعايش بين الأمم والشعوب كهدف حضاري، وقد عملنا من أجل ذلك في كل الظروف والأحوال، ونسعى دومًا من هذا المنطلق لدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للجميع، وإن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو مصلحة استراتيجية مهمة للمنطقة والعالم، ولهذا نعتقد بأنّه ليس أمام إسرائيل من سبيل إلا الدخول في مفاوضات جدية مع الفلسطينيين، من أجل

بناء مستقبل آمن للأجيال الفلسطينية والإسرائيلية، في أجواء من السلام والاستقرار وبناء المصالح المشتركة، ولابد للمجتمع الدولي والأطراف الدولية المحبة للسلام من المساهمة في تحمل المسؤولية التاريخية، والتحرك بواقعية عادلة ومنصفة لإنهاء هذا الصراع، عبر إحقاق الحق وإعمال القانون والمرجعيات الدولية".

وقدّم معاليه الشكر والثناء للجميع لما أبدوه من صدق المشاعر وجليل المواساة في مصاب الأمة برحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- الذي كان عاملًا وناصحًا وباذلًا ومشجعًا، داعمًا لهذه المؤسسة العريقة، متمسكًا مع إخوانه القادة بكل ما من شأنه الحفاظ على البيت الجامع للعرب.

واختتم معاليه كلمة السلطنة بالقول إنّ الوقت قد حان لهذه الأمة أن تنهض من كبوتها، وأن تقوم بمراجعة النفس والتصالح مع ذاتها ومحيطها ومع العالم، ووقف هذا النزيف الدامي في الأرواح والمقدرات، والتوجه إلى المستقبل بقلب وعقل مفتوح نحو الغد المشرق.

إلى ذلك، التقى معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي سامح شكري وزير الخارجية بجمهورية مصر العربية على هامش اجتماع الدورة. وصرح المُستشار أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزيرين استعرضا مُجمل العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين وسُبل الدفع قُدمًا بمجالات التعاون الثنائي إلى آفاق أرحب خلال الفترة المُقبلة، وبما يعكس عمق وتاريخية العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

تعليق عبر الفيس بوك