الشباب مستقبل الوطن

 

سالم بن لبخيت محاد كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

لا تقوم الأوطان إلا على سواعد أبنائها المخلصين المبدعين في مختلف المجالات؛ وبالتالي يكون الاهتمام والحرص على توفير البيئة المناسبة المحفزة لاحتضان الطاقات الشبابية، وتوفير المناخ الملائم لها نحو الإبداع والتميز؛ بدءا من نظام صحي وتعليمي متطور ومساير لأحدث التقنيات والتطورات ومسارات وظيفية وفرص متعددة، تتيح لهؤلاء الشباب الدخول والمنافسة، وتقديم الأفضل في مناخ مشجع ومحفز وبتسهيلات متنوعة.

ونظرًا للتطورات الحاصلة في العالم الذي أصبح قريه كونيه صغيره تؤثر وتتأثر بالمحيط القريب أصبح لزاما أهمية فتح قنوات حوار والاهتمام بمرئيات واقتراحات الشباب، والعمل سويا على تحويل هذه الأفكار والطاقات الشبابية المبدعة إلى واقع وعمل إيجابي يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع والفائدة؛ بدلا من تركهم يقضون أوقات فراغهم بدون أي مردود إيجابي، وإتاحة الفرصة لأصحاب النوايا السيئة من استغلال هذه الفئة بطريقة تؤثر عليهم وعلى مجتمعهم، وهنا ليس المقصد أن يكون الواقع سلبيا لفئة الشباب بل المقصد أن يتم توحيد جهود كافة الجهات المعنية بالشباب تحت مظلة واحده، والعمل على توفير كافة الإمكانيات التي تساهم إيجابا في الاستفادة المثلى من أفكار وطاقات الشباب في مختلف المجالات، والحرص على تشجيع وتطوير وإبراز ودعم الابتكارات والأفكار الريادية للشباب العماني في مختلف المجالات؛ إضافة إلى إيجاد قنوات تواصل مباشر مع هذه الفئة المهمة من المجتمع لمناقشة مختلف القضايا التي تهمهم بكل شفافية، والعمل على حل مختلف المعوقات والصعوبات مع الجهات ذات العلاقة.

من جانب آخر لابد من الشباب ونحن على يقين تام بذلك من الاستفادة من مختلف الفرص المتوفرة والعمل على صقل مهاراتهم وخبراتهم في شتى المجالات.

تظل الوظيفة التي توفر الاستقرار النفسي والمادي هو هاجس الكثير من مخرجات التعليم بشقيه العام والعالي سواء في القطاع الحكومي أو القطاعات الأخرى المختلفة وهنا لابد أن تكون هناك مواءمة بين الحرص على تقليل نسبة القوى العاملة الوافدة في العديد من الوظائف التي تتوافر فيها مخرجات وطنية بنفس التخصصات، والعمل على  التقليل بقدر الإمكان من استقدام مزيد من القوى العاملة الوافدة في المهن والوظائف التي تتوافر مخرجات وطنية لاسيما في الوظائف المتوسطة في القطاعات المختلفة، والعمل على  التعمين ابتداءً من الوظائف العليا والمتوسطة وليس العكس. إضافة إلى تقديم العديد من التسهيلات والدعم لشركات ومؤسسات القطاع الخاص التي توفر فرص عمل حقيقية ومستمرة وذات مردود مادي جيد للشباب العماني في مختلف التخصصات، حيث إن هناك الكثير من النماذج الوطنية الناجحة في مختلف القطاعات التي أكدت على تميز وقدرة الشاب والشابة العمانية على تحقيق النجاح طالما توفر المناخ الملائم والتشجيع وبيئة العمل المحفزة.

ولله الحمد السلطنة تتمتع بالكثير من أصحاب الابتكارات والمبادرات العلمية وهذه الفئة تتطلب مزيد من الاهتمام في صقل مهاراتها وخبراتها والعمل على تبني هذه الأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس والاستفادة من هذه الإمكانيات والعقول على أرض الواقع من خلال تسهيل وتبسيط الإجراءات، والعمل على إيجاد منظومة سلسة وميسرة؛ يستطيع من خلالها المبتكر وصاحب الأفكار الرائدة تطوير فكرته ومشروعه إلى منتج مفيد للبلد بدلا من استفادة الدول الأخرى أو الشركات الأجنبية من هذه الابتكارات والمبادرات أو تظل حبيسه الأدراج وعلى أرفف المكاتب؛ حيث إن المرحلة أصبحت تتطلب اهتماما أكبر بهذه الفئة، وزيادة مبالغ الدعم المخصص لمشروعات الابتكار والذكاء الصناعي، والعمل على أن تكون لهذه المشاريع مساهمة في الدخل القومي للسلطنة.

ختاما.. تظل المسؤولية مشتركة بين فئة الشباب والحرص على الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في تطوير مهارتها وخبراتها وبين مختلف الجهات في احتضان هذه الطاقات الشابة، وإعطائها الفرصة نحو الإبداع والتميز بدلا من تركها لقضاء ساعات طويلة من وقت فراغها قد يكون بشكل سلبي يؤثر على الشباب وعلى  المجتمع  فالشباب ليسوا بحاجة فقط إلى فعالية لمدة يوم أو يومين لعرض إمكانياتهم وابتكاراتهم؛ وإنما جهود متواصلة ومستمرة، تضمن استمرارية هذه الأفكار والابتكارات، وتحويلها إلى واقع ملموس على أرض الواقع، وإلى الاستماع إليهم، وغرس القيم الإيجابية والنبيلة، وتصحيح ربما بعض المفاهيم والمعلومات الخاطئة التي قد تترسخ في أذهانهم

 

 

الأكثر قراءة