زين حسين الحداد

التطوع هو عمل إنساني وعادة مُتأصلة في المُجتمعات النبيلة ونهج ديني يحث الشرع عليه، وتعريف التطوع هو جهد يبذله الإنسان بلا مُقابل لتقديم فائدة أو خدمة للآخرين، وللتطوع فوائد جمَّة على الفرد والمجتمع والوطن حيث أثبتت التجارب أن المتطوع يعيش أوقاتاً رائعة تنعكس بالإيجاب على صحته النفسية والمعنوية بالإضافة إلى اكتساب خبرات ومهارات مختلفة والحصول على علاقات جديدة، وفي العادة من يتذوق لذة البذل والعطاء يصعب عليه تركه. أما على مستوى المجتمع فعند انتشار واتساع رقعة المتطوعين والأعمال التطوعية يتضح لنا أنَّ المجتمع قادر على بناء طاقات ذاتية نافعة تصنع التقدم وإيجاد حلول تكافلية في وقت الأزمات والكوارث.

التطوع نهضة..

إلى جانب القطاع الحكومي والقطاع الخاص نحتاج إلى تفعيل وتشجيع الطرف الثالث وهو (المجتمع المدني) لصناعة نهضة شاملة سريعة تساهم في بناء مستقبل مشرق من خلال تفعيل الجمعيات والفرق الاجتماعية والثقافية والخيرية وإعطائها الصلاحيات المطلوبة وتذليل كل الصعوبات والمعوقات وعدم الاكتفاء بالمسميات بل إقامة شراكة حقيقية بين الأطراف الثلاث.

التطوع ناتج محلي..

الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة اقتصاديا على مستوى العالم ومع ذلك تعتمد على التطوع كمساهم في الناتج المحلي الإجمالي حيث في عام 2008 قام 62 مليون شخص بالتطوع وكان إجمالي عدد الساعات التطوعية 8 مليارات ساعة. حيث إن القيمة الاقتصادية لهذه الأعمال التطوعية مايقارب 162 مليار دولار أمريكي أي مايعادل تقريباً الناتج المحلي لجمهورية مصر! ويتضح لنا من خلال هذه الأرقام أن الطاقة البشرية أهم من أي ثروة أخرى في هذا العالم.

الختام..

نشر ثقافة التطوع في المؤسسات التعليمية أمر مهم لاستغلال طاقات الشباب في أعمال خيرية مثمرة تعود بالنفع على الوطن والمواطن. وعلى سبيل المثال لدينا أكثر من 600 ألف طالب في المدارس وعند إلزام كل طالب بـ10 ساعات تطوعية شرطاً للتخرج سيكون لدينا 6 ملايين ساعة تطوعية تساهم في الناتج المحلي، وإذا زرع كل طالب شجرة سيكون لدينا مايقارب نصف مليون شجرة نقضي بها على مشاكل التصحر. ولا ننسى كذلك الكليات والجامعات وباقي المؤسسات. ولا شك أنَّ (الإنسان والمجتمع) من أهم المحاور التي تهتم بها رؤية عمان 2040 تحت قيادة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-.