الودّ المقدس بيننا

 

 

اليمامة بنت سالم الكلبانية

معلمة بمدرسة أسماء بنت الصلت بعبري

 

واحات خضراء لن تنسى دقات قلبك العزيزةِ على أرواحِنا، ففيها تعلمنا صيحاتِ المجد والولاء، وقداسة الوطن. عرفناك فيها وطناً لا تغيب عنه الشمس، خلّدتك كل زاوية وتعددت صور وفائها. علّمتنا الكتُب أنّ كُل شيءٍ يفنى، ولكن عرفناك رقماً صعباً في مقادير اللانهاية، عرفناك خمسين إشراقةً (لم نعشها كلها) ولكن تحت كل إشراقةٍ كنزٌ من الصلواتِ في حُبِ الوطن، عرفناك وفاءً، ورمزاً إنسانياً وتلك قيمٌ لا تموت ولا تفنى، ولكن تتجدد بتجدد الأجيالِ وتعاقبها.

على ساحاتنا دعونا الله كل يوم أن يحفظ الودّ المقدسَ بيننا، وأن تدوم تحت سمائنا دون عدد. صلينا لأجلك  مراتٍ عدة لسماعنا صوتك، أو كسرة خبر داعب قلوبنا الوجِلةَ عليك، كم مجّدنا قسمات وجهك ولم نر إلا صورك. كنا نشعرُ دائماً أنك الحاضر في كل شيء. كلما ذُكِر اسمك حيّاك أبناؤك بتهجدٍ وكأن تحيتهم تحلّ على مسمعك ضيفاً، أو على عينيك العسليتين طيفاً فتنعمُ بمبسمك فيبتسم وطن.

كم تنافسنا لإحياء كل ربوع الوطن بهجةً كُلما لاح نوفمبر، ونحن نعلم أنَّ هذا ميلادك. إنه صوت الوطن الذي تمثل فيك وتغلغل في خلجاتنا، بل ولد فينا.

إنه ذلك الحب الذي جسدته المدارس مَعْلماً، إنها النافذةُ التي أطلّ ولازال يُطل منها كل أبناء شعبك كل صباح. إنها الهدف الأول والنقاء الذي اخترته ليُزهر فينا أولاً.

صورك المعلقة على جُدران قلوبنا، لها في كل زاوية تِذكار. كل أدواتنا، أخذت منك قبساً، وكأنك جزءٌ من دعوات الصباح ومعوذات النجاح الذي ننشده.

أيُّها الصبر، خذ بأيدينا فنحن كنَّا تحت مظلته ننحت حبه في أذهان أحبتنا ونوثّق صلة الابن بالقائد، ونسينا أنَّ العمر فانٍ وأن دقات القلوب هي وديعة زمنية لا تدوم ولا يدوم إلا وجه ذي الجلال والإكرام. اللهم لا اعتراض ولكن 50 عاماً دامت فيها فضائله ولم نر في الفضل أكبرُ منه سِواك.

أبي، سيدي، وملهمي مدينون لك بحبٍ أبدي، وعزاؤنا أنك في كنف الرحمن مُضافٌ. رحمك الله أيها الملهِم الفاضل وصباحُ الخيرِ لك سيدي من الأرض إلى السماء، ترفعُ الملائكةُ إليك تحيتنا..

 

تعليق عبر الفيس بوك