"موسكو تايمز": علاقة بوتين بأردوغان "على حافة الهاوية"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

وصف تقرير نشرته صحيفة موسكو تايمز الروسية، علاقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنّها "على حافة الهاوية"، مشيرة إلى توتر العلاقات بين البلدين مؤخرا على خلفية مجموعة من القضايا من بينها سوريا والغاز في البحر المتوسط.

وعلى مدى سنوات وحتى الآن، سخر عدد من المسؤولين الروس من قيام الرئيس التركي بتأزيم علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، من خلال خططه العدائية ضد حلفاء الولايات المتحدة مثل أكراد سوريا وإسرائيل واليونان ومصر والإمارات وغيرها من الدول.

لكنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل الموقف وأضعف أداء حلف شمال الأطلسي، وسعى لتأمين صفقات تجارية مربحة مع تركيا، من بيع المعدات السكرية إلى خطوط أنابيب الغاز. وللحفاظ على مكانته كأفضل صديق لأردوغان، انغمس بوتين في طموحات الزعيم التركي الإقليمية والدولية. وعلى غرار الرئيسين الأمريكيين، باراك أوباما ودونالد ترامب، تظاهر بوتين بالصمم في خطاب أردوغان العدائي ضد حلفاء روسيا، مثل هجومه المتكرر على الرئيس السوري بشار الأسد ورجل ليبيا القوي خليفة حفتر.

ويسعى بوتين لاستيعاب فكرة أن تصرفات أردوغان أحبطت طموحاته الخاصة. وأدى الغزو العسكري التركي لشمال غرب سوريا إلى تأجيل أي أمل لدى موسكو في أن يتمكن الأسد من إعادة السيطرة على البلاد. علاوة على ذلك، تحاول القوات والمرتزقة الأتراك في ليبيا الآن عرقلة خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس.

ومثلما قدّم أردوغان نفسه لقمة سائغة لواشنطن من خلال احتضان أولئك الذين يهتفون "الموت لأمريكا"، سواء كان النظام في طهران أو قيادات حماس والإخوان المسلمين، فقد صرخ أردوغان "المجد لأوكرانيا!" في زيارته الأخيرة إلى كييف. وأصبح "المجد لأوكرانيا" شعارًا لمقاومة الهيمنة الروسية منذ ضم بوتين 2014 لشبه جزيرة القرم. وترى موسكو أن مثل هذه الهتافات "نازية".

واكتشف الروس، كما فعل الأمريكيون والأوروبيون من قبل، أنه مع أردوغان، فإن الأمور تتصاعد دائمًا، مصحوبة بتهديدات لإنهاء التحالفات.

بوتين الآن يجد نفسه في الطرف المتلقي، ففي مكالمة هاتفية جرت مؤخرا، حذر أردوغان من أن تركيا سترد "بأقسى الوسائل" إذا تعرضت القوات التركية في سوريا لمزيد من الهجمات من قبل قوات الأسد. وبالطبع، فقد حذّر من أنّ العلاقات الروسية التركية معرضة للخطر بسبب سوريا.

وصعّدت قوات الأسد من الهجمات على المواقع التركية في إدلب، وقتلت العديد من القوات التركية، فيما تقول روسيا إنّ بعض جنودها قتلوا في هجمات من مواقع تركية. وقُتل مئات السوريين، من الجنود والمدنيين على حد سواء، في القتال المتصاعد، واضطر عشرات الآلاف إلى الفرار من المنطقة، مما تسبب في أزمة نزوح جديدة.

وترى "موسكو تايمز" أنّ خيارات بوتين مع أردوغان محدودة، ومن المحتمل أن تكون تركيا شريكا اقتصاديا رئيسيا لروسيا، إذ يريد الزعيمان أن تنمو التجارة بين البلدين، التي تبلغ حاليا حوالي 30 مليار دولار، لتصل إلى 100 مليار دولار في المستقبل. والعلاقة مع تركيا أمر مهم لآمال روسيا في دعم المنظمات متعددة الأطراف في القوقاز وآسيا الوسطى. وبالطبع، يريد بوتين إثارة عدم اليقين لدى الناتو بشأن التزام تركيا بالتحالف.

وتساءلت الصحيفة: هل يمكن لواشنطن الاستفادة من هذا الموقف، كما فعلت روسيا عندما توترت علاقات تركيا بالولايات المتحدة؟ ربما، لكن هذا سيتطلب من بوتين الدفع ضد أردوغان لإبداء بعض الاهتمام بالعودة إلى "الحظيرة الغربية". وعندئذ سيتعين على الولايات المتحدة أن تتعامل بدبلوماسية مختلفة لإحضار أردوغان من برد موسكو. وفي الوقت الحالي، على الرغم من ذلك، يمكن للمسؤولين الأمريكيين مراقبة الموقف في هدوء؛ حيث يكتشف بوتين ما يعنيه بأن يكون صديقا لأردوغان.

تعليق عبر الفيس بوك